responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 398
قدم المساواة، خاضعين كلهم لشريعة الله.. ونجوا من الظلم الذي يسم الجاهليات جميعا حين يحكم البشر بشرائع من صنع أنفسهم، فإنه يحدث دائما في تلك الجاهليات أن طبقة معينة هي التي تحكم، وحين تحكم فإنها تدير الأمور بالطريقة التي تحقق مصالحها على حساب مصالح الآخرين.
ثم إن حياتهم تتسم بالنظافة والاستقرار والطمأنينة والبركة.
النظافة المستمدة من أخلاقيات لا إله إلا الله. من الالتزام بالحلال والحرام، من ضبط الدوافع لترتفع عن حيوانية الجسد إلى إنسانية الإنسان، الذي يمارس الحياة بجسمه وروحه في آن.
والاستقرار المستمد من تطبيق الشريعة الربانية الحكيمة المحكمة التي لا تخبط فيها ولا انحراف، وليس معنى الاستقرار الجمود عن الحركة, ولا معناه كذلك الخلو الكامل من المشكلات. إنما معناه استقرار الأسس التي تقوم عليها الحياة، أما لحياة ذاتها فلا تكف عن الحركة الفاعلة، ولا تخلو من أمور تجد في حياة الناس تحتاج إلى جهد يبذل لحل مشكلاتها وتقويمها بمقتضى منهج الله، أما الكدح ذاته فهي من سمات الحياة الدنيا: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} [1].
{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [2].
ولكن هناك كدحا يتم في إطار أسس مستقرة وراشدة، فيكون كدحا مثمرا متمشيا مع الغاية التي خلق من أجلها الإنسان وهي "العبادة" بمعناها الشامل الواسع، التي تتضمن عمارة الأرض بمقتضى المنهج الرباني.
وهناك كدح يتم في غير هذا الإطار الراشد المستقر، فيكون كدحا مؤديا إلى البوار وإن حقق منافع على المدى القصير.
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآَخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [3].
أما الطمأنينة فمصدرها ذكر الله:

[1] سورة الانشقاق: 6.
[2] سورة البلد: 4.
[3] سورة هود: 15, 16.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست