نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 57
من العالم.. ولقد كان أمثال أولئك القساوسة هم الذين دفعوا إرزمس ولوثر إلى وصفهما المبالغ فيه لرجال الدين حين زارا رومة في أيام يوليوس الثاني. غير أن من الخطأ أن يظن المرء أن القساوسة كانوا في رومة أكثر فسادًا منهم في غيرها من المدن. ذلك أن لدينا من الوثائق ما يثبت بالدليل القاطع فساد أخلاق القسيسين في كل مدينة تقريبًا من مدن شبه الجزيرة الإيطالية. بل إن الحال في كثير من الأماكن -كالبندقية مثلًا- كانت أسوأ كثيرًا منها في رومة. فلا عجب والحالة هذه إذا تضاءل نفوذ رجال الدين كما يشهد بذلك مع الأسف الشديد الكتاب المعاصرون، وإذا كان المرء لا يكاد يجد في كثير من الأماكن أي احترام يظهره الشعب للقسيسين. ذلك أن الفساد قد استشرى بينهم إلى حد بدأنا نسمع معه آراء تحبذ زواجهم..
ولقد كان الكثير من الأديرة في حال يرثى لها. وأغفلت في بعضها الأيمان الثلاث الأساسية بالتزام الفقر، والعفة، والطاعة إغفالًا يكاد يكون تاما.. ولم يكن النظام في كثير من أديرة النساء أقل من هذا فسادًا".
ويقول أيضًا في مكان آخر:
" ... وظل كرسي البابوية عدة سنين بعد ذلك لا ينال إلا بالرشا أو القتل أو رغبات النساء ذوات المقام السامي والخلق الدنيء. وبقيت أسرة بثوفيلاكت أحد كبار الموظفين في قصر البابا ترفع البابوات إلى كراسيهم وتنزلهم عنها كما يحلو لها. واستطاعت ابنته مريوزًا أن تنجح في اختيار عشيقها سرجيوس الثالث لكرسي البابوية "904-911" كما أفلحت زوجته ثيودورا في تنصيب البابا يوحنا العاشر "914-928" وقد اتهم يوحنا هذا بأنه عشيق ثيودورا ولكن هذا الاتهام لا يقوم على دليل قاطع".
".. وظلت مريوزا تستمتع بعدد من العشاق واحدًا بعد واحد حتى تزوجت جيدو دوق تسكانيا وأخذا يأتمران لخلع يوحنا. ثم رفعت مريوزا في عام 931 يوحنا الحادي عشر "931-935" إلى كرسي البابوية وكان الشائع على الألسنة أن يوحنا هذا ابن لها غير شرعي من سرجيوس الثالث "ص378 - ج14"".
".. وعرف آتو الأول إمبراطور ألمانيا عن قرب ما وصلت إليه البابوية من انحطاط بعد أن توجه يوحنا الثاني عشر إمبراطورًا في عام 962، فلما عاد إلى روما في عام 963 بتأييد رجال الدين فيما وراء رجال الألب دعا يوحنا إلى لمحاكمة أمام مجلس كنسي.. واتهم الكرادلة يوحنا بأنه حصل على رشا نظير تنصيب الأساقفة وأنه عين غلامًا في العاشرة من عمره أسقفًا، وأنه زنى بخليلة أبيه وضاجع أرملته وإبنة أخيها وأنه حول قصر البابا إلى ماخور للدعارة "ص379 - ج14"".
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 57