الالتزام بآداب الرد
ومن منهج السلف في الرد والدفاع عن العقيدة: أن السلف يلتزمون آداب الحوار في الرد على المخالف، وقد يند أحياناً عن هذا المنهج عبارات لبعض السلف، لكن هذا نادر، والنادر لا حكم له، فبعض السلف قد يختل عنده شرط من شروط الحوار، أو شروط الرد؛ إما لاجتهاد، أو لاستدلال خاطئ، أو لجهل بدليل، أو لحدة اقتضاها المقام، قد يعذر فيها في ذلك الوقت؛ فلا يكون منهجاً، لا سيما أن أساليب أهل الأهواء والبدع غالبها استفزازية، فالعالم الذي يتصدى لهم قد يخرجونه عن طوره أحياناً، فتصدر منه الكلمة والعبارة، أو الأسلوب أو المنهج الذي قد يخرج أحياناً عن المنهج المعتدل، فهذا لا يعد من الأصول، إنما يعدُّ: إما من باب الزلات، أو من باب الحالات النادرة التي ليست منهجاً، فالمنهج هو العموم وما يقتضيه العموم، فالسلف في ردودهم على المخالفين في تقرير العقيدة والدفاع عنها لهم منهج متميز وهو التزام أدب الخلاف والحوار.