نام کتاب : كيف يبني طالب العلم مكتبته نویسنده : الخضير، عبد الكريم جلد : 1 صفحه : 13
جاءت الحواسب الآلية التي جمعت من العلوم والمعارف على أقراص صغيرة ما لم يحلم به عالم أو متعلم، أشياء مذهلة، يعني لا نبالغ إذا قلنا: أن بعض العلماء من المتقدمين قبل الطباعة مثل الحواسب في حفظه، يعني من يحفظ سبعمائة ألف حديث، أكبر برنامج للسنة فيه خمسمائة وثلاثة وعشرين ألف حديث.
المقدم: يعني رأس هذا الشيخ أحسن من هذه البرامج؟
أحسن من هذا، وليس آلة جامدة صماء، إذا صحب الخبر ما خرج، يفيد، يجمع طرق، يقدم ويؤخر، ويرتب ويستنبط، ويعلم ويعمل، صار طالب العلم إذا احتاج إلى أي معلومة في فن من الفنون بعد هذه الحواسب ما عليه إلا أن يضغط زر، يصل بواسطته إلى ما يريد بأسرع وقت، وهذا أيضاً على حساب التحصيل العلمي؛ لأن العلم متين لا يستطاع براحة الجسم، كما قال يحي بن أبي كثير، يحي بن أبي كثير كما ذكر الإمام مسلم في صحيحه في أثناء أحاديث المواقيت، قال يحي بن أبي كثير: "لا يستطاع العلم براحة الجسم" لو كان العلم استطاع براحة الجسم ما أدرك الفقراء شيء، صار الناس كلهم علماء، العلم لا يخفى ما ورد فيه من النصوص في الحث عليه، وبيان منزلة أهل العلم، ورفعهم درجات، صار كل الناس علماء لو كان العلم يستطاع براحة الجسم؛ لكن لا بد من معاناة، لا بد من سهر، لا بد من عكوف على الكتب، لا بد من مزاحمة الشيوخ والزملاء، لا بد من مباحثة العلم ومدارسته.
المقدم: يعني يلاحظ مثلاً لو جاء طالب علم يخرج حديث عن طريق الحاسب الآلي يحصل على المعلومة بسرعة، لو رجع إلى الكتب تجد أنه يستفيد -كما يقال– في طريقه، في طريق المرور على هذا الحديث مئات الفوائد من أجل أن يصل إليه؟
نام کتاب : كيف يبني طالب العلم مكتبته نویسنده : الخضير، عبد الكريم جلد : 1 صفحه : 13