responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح منظومة التفسير نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 25
إذًا قوله: (فَهَذِهِ). إشارةً إلى المرتب الحاضرِ في الذهن مطلقًا إذ لا حضور للألفاظ المرتبة ولا لمعالمها في الخارج فتعين أن يكون المراد به هنا مطلقًا المعنى فيكون قد تجوز سواءٌ كانت الدباجة قبل النظم أو بعده مطلقًا يكون المشار إليه أمرٌ معنوي تنزيلاً للمعدوم منزل المحسوس. (فَهَذِهِ) أي المسائل هكذا قال بعض الشراح لكن أن الظاهر المراد به المنظومة (فَهَذِهِ) أي المنظومة لماذا؟ لأنه قد يشار إلى شيءٍ مفهومٍ من السياق والقرائن لأنه معلوم كما سيأتي (أَفْرَدْتُها نَظْمَاً مِن النُّقَايَةْ) إذًا مراده مستحضرًا في نفسه ماذا؟ المنظومة والنظم فحينئذٍ لا بأس أن يضيف إليها أو يرجع إليها ضمير باعتبار ما في ذهنه لماذا؟
لأن الشيء إذا عُرف بالسياق ماذا؟ صح إرجاع الضمير إليه والإشارة إليه {رُدُّوهَا عَلَيَّ} ما هي؟ الشمس هل لها ذكرٌ؟ ليس لها ذكر لماذا؟ نقول: نرجع الضمير إلى الشمس لأن السياق والقصة تدل عليها، إذًا قد يكون الشيء ليس مذكورًا لكنه من جهة المعنى مدركًا فيعامل معاملة الموجود فيشار إليه ويرجع الضمير إليه ولذلك:
(أَفْرَدْتُها نَظْمًا) هذا يحتمل أنه هو المسائل وأما (فَهذِهِ مِثْلُ الجُمَانِ عِقْدُ) نقول: فهذه المشار إليها المنظومة (مِثْلُ الجُمَانِ عِقْدُ)، (فَهَذِهِ) هذا مبتدأ و (مِثْلُ) هذا خبر المبتدأ وهو مضاف (الجُمَانِ) بضم الجيم وجمع جمانة مضاف إليه وهي حبةٌ تعمل من الفضة كالدرة يعني اللؤلؤة.
(عِقْدُ) هذا خبر بعد خبر أو بدل (فَهذِهِ مِثْلُ الجُمَانِ عِقْدُ)، (فَهذِهِ مِثْلُ الجُمَانِ عِقْدُ) هذا خبر بعد خبر أو بدل بدل من ماذا؟ بدل من قوله: (مِثْلُ) أي: كالعقد في حسنها ففيه تشبيه بليغ، والعقد هي القلادة كأنه جمع المسائل التي نظمها أو تضمنتها المنظومة في عِقْد مثل السبحة الآن فحينئذٍ جمع هذه المسائل وشبهها بماذا؟
بالجمان وهو اللؤلؤ والنظم كهذا العقد كالعقد لها.
(ضَمَّنْتُها) أي المنظومة (ضَمَّنْتُها) التضمين هو جعل الشيء في ضمن شيءٍ آخر وهو هنا من باب جَعْل المدلول في ضمن الدال كأن العلم هذا مدلول والنظم دال وهنا ضمن الشيء في شيءٍ آخر كأنه أدخل شيء في شيءٍ آخر والمدخل فيه هو النظم وليس المعنى، والعلم هو الذي يُدرك بالعقل هذا هو الأصل ولذلك نقول: الأصل في العلم هو الإدراك وهو وصول النفس إلى المعنى به بتمامه (ضَمَّنْتُها) جعل الشيء في ضمن شيءٍ آخر.
(عِلمًا) هذا مفعولٌ ثاني أي جعلت تلك المنظومة محتويةً على علمٍ هو التفسير وسيأتي معنى التفسير وهو: التفعيل من فسر يفسر تفسيرًا وهو الكشف والبيان.

نام کتاب : شرح منظومة التفسير نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست