نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب جلد : 1 صفحه : 362
رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ .. الحج: 19.
أو من قطران قابل للاشتعال وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ، سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ .. إبراهيم: 49 - 50.
وهذه الصور الحسية، وما بينها من علاقات وروابط، ترسم أشد أنواع العذاب، وأقصى درجاته، لتقريب صورته من أذهان الناس، ويبقى عذاب الله أشد وأقسى من هذه الصور التقريبية.
فنار الله تتحرق وتتلظى، وتنزع الجلود نزعا عنيفا. كسلخ جلود الشياه كَلَّا إِنَّها لَظى وهناك مشاهد للمعذبين في النار، تكشف عن شدّة معاناتهم، وحوارهم وخصامهم، ويأسهم من الخروج، ومحاولتهم التوسط، لتخفيف العذاب، ولو يوما واحدا.
قال تعالى: وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ، قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ غافر: 49 - 50.
ويكشف الستار في هذا المشهد عن أهل النار، وهم يتضرعون، ولا يستجاب لهم، ويذكرون بماضيهم في الدنيا، حين كذبوا بالرسل، ويسدل عليهم بعد تيئيسهم وتوبيخهم.
ويكشف الستار عن مشهد آخر لهم وهم يائسون، يتمنّون الهلاك والموت، بل يطلبون من مالك خازن النار أن يقضي الله عليهم بالموت ليرتاحوا من العذاب، ولكنهم لا يجابون أيضا:
قال تعالى: وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ الزخرف: 77.
كما أنّهم في حالة تخاصم، وتبادل الاتهامات، والشتائم، وتمنّى أحدهم للآخر عذابا مضاعفا، قال الله تعالى: هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ، قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ، قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ ص: 59 - 61.
وهم أذلاء، يستنجدون بأهل الجنة في مشهد موح فيه تذكير بماضيهم، وترذيل لأفعالهم قال تعالى: وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ، قالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ الأعراف: 50.
نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب جلد : 1 صفحه : 362