responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 429
في خيال الإنسان بعد نهاية الأحداث، بكلّ ما صاحبها من مشاعر، وتوجيهات وإيحاءات نفسية.
كذلك استمدّت الصورة القرآنية عناصرها أو مادتها من الواقع المحسوس، لأنّها عناصر باقية ومؤثّرة، فوجدنا كثرة صور النباتات والزروع، والسراب ... إلخ.
وأحيانا تستمدّ مادتها من عناصر غير محسوسة، لإثارة الطاقة التخيلية، لدى الإنسان كما رأينا في شجرة الزقوم التي تشبه رءوس الشياطين، وتصوير عصا موسى «تهتز كأنها جان»، وتصوير نعيم الآخرة، والعذاب، بصور حسية، لتقريبه من ذهن الإنسان، ولكن هذه الصور الحسية تثير مخيّلة الإنسان لتصوّر ما في الجنة من نعيم، وما في النار من عذاب أليم.
وكذلك نلاحظ أنّ الصور الحسية، تعنى بتصوير جمال الأشياء، لإثارة المخيّلة، فالسماء تزينها الكواكب وصورة الظلال المتحركة الممتدة، وصور النباتات والثمار المتنوعة، وصور النعيم كلّها صور لا تقف عند إشباع الحاجات النفسية الضرورية للإنسان، وإنما تنتقل إلى إشباع الحاسة الجمالية أيضا عن طريق إثارة الخيال، ليتمتع بالصور المرسومة، التي تلقي ظلالها الموحية في النفس والخيال معا.
وهذه الصور لا تهدف إلى مجرد إمتاع الخيال دون غاية دينية، بل هي وسيلة فنية لتحقيق غرض ديني كقوله تعالى تعقيبا على صورة السماوات والأرض: رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ آل عمران: 191.
فالصورة القرآنية تؤثّر في النفس، ثم تبنيها بناء متكاملا متوازنا، بالاعتماد على الصور الحسية والمتخيّلة فتشبع الفطرة من الواقع والخيال، وتدفعها إلى العمل من خلال هذا التوازن بين الطاقتين.
كذلك تشبع الصورة الجانب الحسي، والمعنوي في الإنسان بما يتلاءم مع طبيعته المزدوجة من مادة وروح. فتشبع حواسه من خلال الصور الحسية المعروضة لآيات الله في الكون والحياة.
وكما تخاطب الجانب الحسي فيه، وتوقظه، تخاطب الجانب المعنوي وتظهره أيضا، حتى تبقى الفطرة الإنسانية بهذا التوازن بين الحسي والمعنوي.

نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست