responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 432
والجن، لتشعر الإنسان، باتساع هذا الكون المخلوق لله، وكثرة مخلوقات الله، منها المعروفة، ومنها المستورة، وأنه ليس وحده في هذا الوجود، فتتسع بذلك النفس، وتنطلق الروح في تلك الآفاق الممتدة إلى ما وراء المحسوس الفاني، وتستشرف ما فيه من أسرار.
وتعرض الصورة مشهدا للملائكة كلّه سمو وطهر، لإشعار الإنسان بوجود قوى خيّرة في هذا الوجود يقول تعالى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ، يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ غافر: 7.
ففي هذا المشهد ألفة واتصال بين هذا العالم في السماء، وبين المؤمنين على الأرض، وهؤلاء الملائكة محبوبون من المؤمنين لطهرهم وسموهم وطاعتهم لربهم، واستغفارهم للمؤمنين، بينما صورة الشيطان مكروهة لأنها صورة شرّيرة.
بهذا يشعر الإنسان بوجود قوى خيّرة في الكون، تناصره، وتحبّه، وتقف معه، فتتجاوب قوى الخير في السماء والأرض، وهناك، قوى الشر، ممثلة في الشيطان وجنوده، وهذه قوى شريرة، لها أتباعها من الإنس أيضا، يتجاوبون معها، وينفذون أوامرها، وهذه قوى يجب أن يحذرها الإنسان ويبتعد عنها.
هكذا تسير الصورة ضمن منهج تربوي هادف، لبناء الإنسان، من خلال إقامة التوازن بين مشاعره، ثم في تجسيد هذا التوازن في سلوكه أيضا.
وصورة انتهاء العالم المحسوس، وبداية عالم غير محسوس، صورة مؤثّرة في النفس، كما أنّها تعطي للحياة آفاقا جديدة، وقيمة وامتدادا، واتساعا في التصور، ومساحة واسعة في النفس، وضبطا للدوافع والغرائز.
وتتخذ الصورة من المحسوس وسيلة لبلوغ ذلك العالم غير المحسوس، فهي تعرض لنا عالم الآخرة بصور محسوسة لتقريبه من الإدراك والتصور، أو أنها تجعل الآخرة امتدادا للدنيا بتداخل الصور والمشاهد بين العالمين.
ثم إنّ موعد انتهاء الدنيا غيب مجهول، يجعل الإنسان مستعدا دائما للرحيل عنها.
والصورة تنقل لنا هذا الغيب المجهول في صورة قدوم السفينة، ليظلّ الإنسان في حالة انتظار واستعداد يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها، فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها النازعات: 42 - 43.

نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 432
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست