responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 451
النبات من الأرض الميتة وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ق: 9.
فكما أن النبات ينمو من الأرض الصلبة، فكذلك يبعث الإنسان منها من جديد، وتعود له صورته وشكله كما تعود للأشجار أوراقها بعد تساقطها.
إن هذه الصور المحسوسة من عالم النبات والأمطار، تعرض لإثبات قضية فكرية معقدة، ولكن تصويرها بما يحس ويشاهد من صور النمو في النباتات والثمار تجعلها من البدهيات العقلية.
وهذه هي طريقة القرآن في مخاطبة العقل لإقناعه بالقضايا الدينية، يخاطبه بمنطق الفطرة الكامنة فيه، والصورة هي وسيلة التأثير في فطرته ووجدانه، والوسيلة لإقناعه أيضا، وتلجأ الصورة القرآنية للإقناع بفكرة البعث بعد الموت، بربط صورة النبات بالأرض الميتة وربط صورة الإنسان بالخلق من تراب.
وتترك للعقل أن يقارن بين الصورتين، ويتفكر فيهما، ليستدل ويستنبط، ويتوصل إلى القناعة بالفكرة بأسلوب بسيط واضح.
قال تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ، ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الحج: 5 - 6.
فالأدلة العقلية واضحة في صورة نشأة الإنسان من عدم، وأطوار خلقه، وما فيها من قدرة وإعجاز، وفي صورة الأرض الهامدة التي تحيا بمجرد ملامسة المياه لها، فينمو فيها النبات ويكبر.
إنها صور مألوفة، تحرك العقول على حقائق الحياة، وحقيقة البعث بعد الموت، حتى تبدو بدهية مدركة من خلال هذه الصور المعروضة.
ويلحّ القرآن الكريم في الاستدلال على قضية البعث بعد الموت بالصور الحسية المستمدة من عالم الإنسان ومشاهد الأرض، حتى تصبح هذه القضية مدركة ومن البدهيات
المسلّمة.
كقوله تعالى: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها،

نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 451
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست