responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 452
وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ، وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ، وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ، وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ، وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ، وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ الروم: 19 - 24.
يعرض القرآن الكريم في هذه الآيات صورا محسوسة متنوعة، يخاطب بها عقول الناس، لتقريب صورة البعث بعد الموت، والاستدلال بهذه الصور على إمكانية الحياة بعد الممات، وإقامة الحجة على الخصوم والمعاندين لهذه القضية من الواقع المحسوس.
فيخاطب عقولهم وقلوبهم من خلال طريقة القرآن التصويرية التي تؤدي وظيفتها الدينية بلغة الفن والجمال لتحقيق التأثير الوجداني، فتبدو القضايا الفكرية التي تعبر عنها الصور هينة بسيطة، تتغلغل إلى العقول والقلوب بيسر دون جهد أو تعقيد أو جدل ذهني جاف.
فصورة الحياة والإماتة ملحوظة كل يوم في الإنسان والأشياء والنباتات.
فصورة خلق الإنسان من العدم، صورة للحياة من العدم، وصورة إحياء الأرض الميتة بالنبات دليل على إخراج الموتى من القبور.
ثم تأتي صورة الإنسان في نشأته من تراب، ثم صورة البشر بعد ذلك في انتشارهم في الحياة بأشكالهم وألوانهم وأحجامهم، تدلان على قدرة الله وإعجازه.
وتبدو صورة إحياء الموتى بدهية معقولة أمام صورة خلق الإنسان من عدم، ثم صورة البشر المنتشرين.
ثم يضع القرآن صورة كونية ضخمة إلى جانب الصورة الإنسانية المتقدمة، للاستدلال بها وإقامة الحجة والبرهان على قضية البعث.
ثم هناك الدليل اليومي على قدرة الله في الإماتة والإحياء يمرّ بها كل مخلوق، فصورة النوم فيها همود، وانقطاع وسكون كصورة الموتى، ثم تعقبها حركة الاستيقاظ وفيها حياة وحركة ونشاط، ثم هناك أيضا صورة الأرض الجرداء الميتة التي تحيا بالمطر، فتنبت الزروع والثمار.

نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست