نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 139
على تجدّد الأفعال المتعلقة بهذه الصفة وهو ما ذهب إليه ابن القيم والشيخ محمد عبده رحمهما الله [1]. وهو الذى تستريح إليه النفس.
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (الْحَمْدُ) الثناء الحسن الجميل، وهو يكون على مقدار علم الحامد بصفات المحمود وكلما كان هذا العلم واسعا شاملا كان الحامد أصدق حمدا.
ومن هنا وجب على المسلمين أن يجتهدوا فى استطلاع أسرار الكون، وتعرّف ما فيه من قوى وعجائب، ليستطيعوا بذلك أن يدركوا عظمة المكوّن إدراكا صحيحا. فيكون حمدهم إيّاه وثناؤهم عليه حمدا صادقا منشؤه الإدراك الحقيقى والشعور القلبى والتقدير العقلى لا مجرد التقليد اللفظى أو التعبد الوراثى .. ومن هنا كان أعظم الحمد وأجل الثناء حمده سبحانه لنفسه:" سبحانك لا نحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" [2].
وحمده سبحانه واجب لذاته؛ لأنه الموصوف بالكمالات كلها، المستحق للمحامد كلها، وإن أثارت الأسباب معانى هذا الحمد فى نفوس عباده، فالجائع يحمد عند الشبع، والظمآن يحمد عند الرى، والفقير مع الغنى، والجاهل يحمد عند العلم، والمحروم يحمد إذا أعطى (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ) وهذا هو سرّ الجمع بين استحقاق الحمد وربوبيته سبحانه للعالمين. [1] ومن قبلهما: شيخ الإسلام بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة المتوفى سنة 733، قال فى كتابه" كشف المعانى فى المتشابه والمثانى" ص 90:" ذكر المفسرون فى إيراد الاسمين مع اتحاد المعنى فيهما معانى كثيرة مذكورة فى كتب التفسير لم نطل بها هنا. وأحسن ما يقال مما لم أقف عليه فى تفسير: إن فعلان صيغة مبالغة فى كثرة الشيء وعظمته، والامتلاء منه، ولا يلزم منه الدوام لذلك كغضبان وسكران ونومان، وصيغة فعيل لدوام الصفة ككريم وظريف، فكأنه قيل: العظيم الرحمة الدائمها. انتهى. (مجد مكى). [2] هذا الدعاء من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم كما روت ذلك عنه السيدة عائشة رضى الله عنها أنها افتقدته فى ليلة فوجدته ساجدا يدعو الله ومنه هذا الدعاء، انظر: مسند أحمد (7/ 87) ومسلم (486) والترمذى (3493) والنسائى فى" المجتبى" (169) و (1100) و (1130) وأبو داود (879) وابن ماجة (3841). وروى ذلك أيضا عنه على بن أبى طالب رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يدعو به فى آخر وتره، انظر: مسند أحمد (1/ 155، 190، 243) والنسائى فى" المجتبى" (1747) وأبو داود (1427) وابن ماجة (1179).
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 139