قال ابنُ حُزَابَة الحماسيّ ([1]):
مُشَمِّرٌ لِلمنايا عَن شَواه إذا ... ما الوَغْدُ أسنبَلَ ثوبَيه على القدَمِ (2)
قال امرؤ القيس:
سَلِيمِ الشَّظَى عَبْلِ الشَّوَى شَنِجِ النَّسَا ... لَهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفَاتٌ عَلَى الْفَالِ (3)
= وكذلك أخطأ من أخذها بمعنى جلد الرأس. فإن مجيء الشوى للحم الساق عامّ شائع. ولجلد الرأس جاءت الشواة في قليل من الكلام مع احتمال معنًى آخر. ثم لم يذكر في القرآن ولا في الحديث مجيء النار في الموقف من فوق، حتى إذا دنا وأطلّ عليهم نزع جلدة رؤوسهم. فلو تساوى المعنيان للشوي لكان الأخذ بما هو أوفق بالنظم وباقي القرآن أحرى. فكيف والمعنى غير معروف وغير معتمد عليه".
والعلامة عبد القادر المذكور هو ابن الإمام العلامة ولي الله الدهلوي. وقد اشتهر بترجمته للقرآن الكريم إلى اللغة الأردية. توفي سنة 1242 هـ. انظر ترجمته في نزهة الخواطر 7: 326. [1] كذا في شرح التبريزي 2: 113 "أخو حزابة أو ابن حزابة". والصواب: أبو حزابة، كما سيأتي في (العصر) برقم 225، وكما في شرح المرزوقي: 687. وقال الشاعر نفسه:
أنا أبو حزابة الشيخ الفانْ
اسمه الوليد بن حنيفة، وقال ابن الأعرابي: الوليد بن نهيك. تميمي من شعراء الدولة الأموية بدوي، سكن البصرة، وكان شاعراً راجزاً فصيحاً. خرج مع عبد الرحمن بن الأشعث على عبد الملك قال أبو الفرج: أظن أنه قتل معه. انظر كنى الشعراء: 283 وتاريخ الطبري 5: 472 والأغاني 22: 273 - 282، واللسان والقاموس (حزب) وضبطه الدارقطني (المؤتلف والمختلف 2/ 719) والأمير (الإكمال 2: 459) بالنون: أبو حزانة. وتبعهما الذهبي (المشتبه: 233) وأقرّه ابن حجر (التبصير: 437) وقد نقل الأمير عن ابن الكلبي. ونبّه ابن ناصر الدين في التوضيح (3: 220) أنه وجد في نسختين من جمهرة ابن الكلبي بالباء الموحدة. قلت: ومثله في مطبوعة الجمهرة: 226.
(2) البيت من حماسية له في المرزوقي: 688 والتبريزي 2: 113 وصلة البيت قبله:
فعُقبةُ بن زهيرٍ يومَ نازلَه ... جمعٌ من الترك لم يُحجم ولم يَخِمِ
الوغد: الجبان الضعيف النذل. إسبال الثوب على القدم: ضد التشمير.
(3) البيت من لاميته المشهورة، وصلة البيت قبله:
كَأنِّيَ لَم أرْكبْ جَواداً لِلَذَّةٍ ... وَلَمْ أَتَبَطَّن كَاعِباً ذَاتَ خَلخالِ =