والتضرّع والدعاء. وهي كلمة قديمة، بمعنى الصلاة والعبادة. جاءت في الكلدانية بمعنى الدعاء والتضرّع [1]. وفي العبرانية بمعنى الصلاة والركوع [2].
ومن هذا الأصل صلِيَ النارَ: أقبل عليها، ثم بمعنى دخل النار، كما قال تعالى:
{سَيَصْلَى نَارًا} [3].
وأيضاً: {وَيَصْلَى سَعِيرًا} [4].
ومنه: التصلية، كما قال تعالى: {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} [5].
= والإقبال على الشيء والدخول فيه. فيقال للفرس المتصل بالسابق: "المصلّي"، وللجالس حول النار بقربها: "الصالي"، وكذلك لمن دخل في حرّها". وانظر ما سيأتي من تعليقاته على سورة النور. وقال صاحب المقاييس (3: 300): "الصاد واللام والحرف المعتلّ أصلان: أحدهما النار وما أشبهها من الحمى، والآخر جنس من العبادة". وقال الزجاج: الأصل في الصلاة: اللزوم (اللسان - صلى) والراجح ما قاله المؤلف، فإنّ الإقبال على الشيء والانحناء هو المعنى المشترك للكلمة في العربية وأخواتها، ولعل أصل المعنى يرجع إلى كلمة (صلا) بمعنى وسط الظهر، وقد حفظتها العربية. [1] يعني الأكّدية (البابلية والأشورية)، والكلمة فيها بهيئة "صَلو" و "صَلِيتو" انظر طه باقر: 114. [2] وذلك تجوّز من المؤلف رحمه الله. فإنّ كلمة الصلاة من الألفاظ الآرامية التي وردت في العهد القديم انظر دانيال 6: 11 وعزرا 6: 10، وتطلق في الآرامية -كما قال المؤلف- على الركوع والصلاة، وكذلك في الحبشية. انظر جزينيوس: 1109. أما العبرانية فالكلمة الشائعة فيها بمعنى الصلاة والدعاء والتضرع هي [. . .] (تِفِلاّ) من مادة (فلل). انظر مثلاً الملوك الأول 33:8، الثاني 6:17 عزرا 10: 1، دانيال 9: 20. [3] سورة اللهب، الآية: 3. [4] سورة الانشقاق، الآية: 12. [5] سورة الواقعة، الآية: 94.