هي:
(1) إقرارٌ بالتوحيد.
(2) وذكرٌ لعهدنا بعبوديته الخالصة. والذكرُ هو الذي يجعل المعتقد به راسخاً في النفس حتى تتكيف به. أصلُ الخِلقة تعبُّدٌ للخالق. فتركُ العبادةِ تناقضٌ في الوجود. ولذلك كلُّ خلقٍ يعبدُ الرب. والصلاةُ مخّ العبادة، فلزم جميعَ الخلق لزومَ التوحيد والتعبّد. وقد يُعبَّر عن الصلاة بالتسبيح [1]. فكلُّ خلقٍ له صلاةٌ، كما قال تعالى:
{كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} [2].
وقال تعالى:
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [3].
وقال تعالى:
{وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [4].
وقال تعالى: [1] قال المؤلف في تعليقاته على سورة النور 41 - 46 (ص 279 - 280):
"أصل معنى "الصلاة": الإقبال والتوجه، وباطنها الإنابة، كما قال: {وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} ويؤيده آيات أخر. و "التسبيح" هو الخشوع والسجود. وصلواتنا جامعة لكليهما. وقوله: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} ناظر إلى مفهوم التسبيح والصلاة. وعلى هذا فَجَرَيان كل شيء حسب مشيئة الله تعالى دليلٌ على ملكه وتسبيح كل شيء له. وأوضاعُ كل شيء بحسب طباعه صورٌ لخشوعه الظاهر وصلاته. كما قال تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} أي: يجريان حسب تقديره ومشيئته. {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} فكلُّ ذلك في تسبيحٍ وصلاة". [2] سورة النور، الآية: 41. [3] سورة الإسراء، الآية: 44. في الأصل خطّ تحت (بحمده). [4] سورة الرعد، الآيات: 13. هنا أيضاً خط تحت (بحمده).