responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عون الحنان في شرح الأمثال في القرآن نویسنده : على أحمد عبد العال الطهطاوى    جلد : 1  صفحه : 121
تعالى: وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ [المائدة:
46] الآية، فقوله: مُصَدِّقاً فى الموضعين حال، الأول من «عيسى»، والثانى من «الإنجيل». قال العلماء: إنها حال مؤكدة، إذ مقتضى أن عيسى رسول من الله تعالى، أن يكون مؤمنا بما فى التوراة، ومقتضى أن الإنجيل كتاب من الله، أن يكون مصدقا للتوراة التى هى من عند الله كذلك.
وقال تعالى: وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ [المائدة: 48]، قال الخطيب الشربينى فى تفسيره عند هذه الآية ما نصه: ولما كانت الكتب السماوية من شدة تصادقها كالشيء الواحد، عبر تعالى بالمفرد، فقال: مِنَ الْكِتابِ، أى الكتب المنزلة التى جاء بها الأنبياء من قبل، فاللام الأولى فى الكتاب للعهد؛ لأنه عنى به القرآن، والثانية للجنس؛ لأنه عنى به جنس الكتب المنزلة.
فثبت بهذا بطلان قول الكاتب أن العقائد السابقة لا تآخى بينها، ويجب أن لا يغيب عن البال أن تصادقها إنما هو على ما أوضحناه وبيناه من التوحيد بينها فى الأصول والاختلاف بينها فى الفروع، وإلا لما قال تعالى فى شأن التوراة: إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا [المائدة: 44].
ولما قال سبحانه فى شأن الإنجيل: وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ [المائدة: 47]، وبناء على ما بينها من تصادق واتحاد يجب على كل أصحاب ديانة سابقة أن يدخلوا فى الديانة اللاحقة لها، متعبدين لله على ما فيها من فروع الأحكام التى تخالف الشريعة السابقة، وإلا فهم كافرون مخلدون فى النار.
فإن أراد الكاتب بتآخى الإسلام مع بقية الأديان هذا الذى أوضحناه وبيناه لهو صحيح ثم صحيح، وإن أراد غير ذلك بأن أراد أن ما فى الأديان الأخرى من تشريع يخالف تشريع القرآن صحيح يتعبد به وينال به عند الله الثواب الجزيل والنعيم الدائم، وأن من صلى من أهل الديانات الأخرى، وصام، وحج على وفق ما جاء فى شريعته، يساوى ويعادل من صلى، وصام، وحج على وفق شريعة القرآن، وأن كلا منهما يرضى عنه الله فى دار البقاء، فهذا كفر صريح لا شبهة فيه على ما قدمنا من الأدلة والبراهين الملزمة بالدخول فى الإسلام والانضواء تحت لوائه.

نام کتاب : عون الحنان في شرح الأمثال في القرآن نویسنده : على أحمد عبد العال الطهطاوى    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست