نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 282
الفقير أن القرآن بجملته وأبعاضه حتى أقصر سورة منه معجزة بالنظر إلى نظمه وبلاغته وإخباره عن الغيب وموافقته لقضية العقل ودقيق المعنى، وقد يظهر كلها في آية، وقد يستتر البعض كالأخبار عن الغيب ولا ضير ولا عيب فيما يبقى كافٍ في العرض وافٍ.
نجوم سماء كلما انقض كوكب ... بدا كوكب تأوي إليه كواكب1
وسنذكر بعد ذلك بعض أوجه إعجاز القرآن الكريم بشيء من التفصيل المناسب للمقام.
1 روح المعاني: الألوسي ج14 ص29، والبيت لأبي الطمحان القيني، انظر الشوارد: للأستاذ عبد الله بن خميس ج[1] ص60، والقافية عنده "كواكبه". الإعجاز اللغوي:
وهو أبرز وجوه الإعجاز وأظهرها. إذ هو المطابق لأحوال العرب وقت نزول القرآن، فالتحدي يكون بجنس ما برز فيه القوم وتفوقوا، وهم تفوقوا في البيان والبلاغة والفصاحة ولم يتفوقوا في العلوم والمعارف وأخبار الغيب أو التشريع أو نحو ذلك، فكان الإعجاز بالبيان أظهر وجوه التحدي وأبرزها.
والقوم أدركوا أول ما أدركوا إعجازه البياني فملك منهم الألباب واستولى على الأفئدة.
ويطلق على هذا الوجه عدة مصطلحات فيسمى: "الإعجاز اللغوي" و"الإعجاز البياني" و"الإعجاز البلاغي" وتدخل في هذا المعنى أيضًا أقوالهم المختلفة في أن إعجاز القرآن "بلاغته" أو "فصاحته" أو "ما تضمنه من البديع" أو "نظمه" أو "أسلوبه" أو غير ذلك من فروع اللغة العربية.
والناظر في هذا القرآن الكريم لا يخلو من حالتين 1:
الأولى: أن لا يكون ممن أوتوا قوة المعرفة للفصل بين درجات [1] لمزيد من التوسع والبيان انظر كتاب النبأ العظيم: د. محمد عبد الله دراز ص92 وما بعدها ومنه اقتبست أفكار هذا المبحث وزينته ببعض ألفاظه.
نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 282