أما بالنسبة لكتابة الآيات القرآنية المفرقة في غير المصاحف – كالاستشهاد بآية أو بجزء منها في مؤلف أو في رسالة علمية أو في الأجزاء المفرقة التي تطبع لتعليم الناشئة- فينبغي فيها الالتزام بالرسم العثماني، وهو الأحوط للخروج عن الخلاف، ولكن لم يتضح لي وجوب الالتزام بالرسم العثماني فيها[1]. [1] راجع لمزيد من التفصيل في الموضوع مقالنا بعنوان: مسألة الالتزام بالرسم العثماني..نشر في مجلة الدراسات الإسلامية بإسلام آباد باكستان، ع:4،م:29:1415هـ.
المطلب السابع: قضية إتقان الكتابة لدى الصحابة:
وبمعنى آخر: هل كان الصحابة يجيدون الخط والكتابة، أو أنهم ارتكبوا أخطاء في كتابة المصحف لعدم إجادتهم صناعة الخط والكتابة؟
ذهب البعض من المتأخرين[2] والمعاصرين[3] إلى أن الصحابة لم يتقنوا صناعة الخط والكتابة، فمن ثم وقعوا في أخطاء حين كتابة المصاحف.
وهنا نقف فنتساءل هل يستطيع تلامذة المرحلة الابتدائية في خلال مدة دراستهم في هذه المرحلة، أن يتقنوا الخط والإملاء أم لا؟ وبخاصة إذا كان الطالب ممن يطلق عليهم – في الاصطلاح المعاصر -: (موهوبون) ، ولا سيما إذا لم تكثر ولم تتعدد لديه المواد الدراسية.
للإجابة عن هذا السؤال: أرى أن هذه المدة تكفي تماماً لإجادة الخط والإملاء، وهذا هو المشاهد في المدارس الابتدائية. [1] راجع لمزيد من التفصيل في الموضوع مقالنا بعنوان: مسألة الالتزام بالرسم العثماني..نشر في مجلة الدراسات الإسلامية بإسلام آباد باكستان، ع:4،م:29:1415هـ. [2] على رأسهم العلامة ابن خلدون، المؤرخ المعروف، انظر قوله في مقدمة تاريخه، ص:419. [3] منهم الأستاذ/ أحمد أمين في كتابه: فجر الإسلام، ص:142، حيث قال: وحتى هؤلاء الذين كانوا يكتبون الوحي لم يكونوا مهرة في الكتابة، ولا كتابتهم سائرة على نمط واحد، لا خاضعة لقوانين الإملاء، وسبب ذلك- كما يعلله ابن خلدون ضعفهم في صناعة الخط، وأنهم لم يبلغوا حد الإجادة فيها.