نام کتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 397
بَيَّنَتْ السُنَّةُ أن ليس كل سارق يقطع. إذ لا قطع فيما دون النصاب المقرر، ولا قطع على جائع ينشد طعامه، ولا على مغصوب يسترد ما أخذ منه ..
فإذا ثبت القطع، ففى اليمين، وعند الرسغ، كما بَيَّنَتْ السُنَّةُ ..
وقد جاءت السُنَّةُ بأحكام يسرت بعض العزائم التى أمر الكتاب العزيز بها. فالقرآن مثلاً يأمر بغسل القدمين ويعد ذلك رُكْنًا في الوضوء .. وتنظيف الرجلين أمر لا بد منه في صحة الصلاة.
وقد بين رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن الرجل إذا أدخل قدميه طاهرتين في خفيه أو جوربيه، فليس بضرورى أن يعيد غسلهما كلما أراد الوضوء.
وبحسبه أن يمسح على ظاهرهما ـ فوق الحذاء أو الجورب ـ إشارة إلى الركن الذى لحقته الرخصة.
وهذا الذي صنعه الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأمر به ليس هوى جنح إليه: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم: 2، 3].
إنما هو إرشاد الله له، وهو عمل يتسق مع قاعدة الإسلام الأولى في السماحة والتيسير، وليس فيه أي تناقض مع تعاليم القرآن.
ونستطيع أن نقول: إنه ليس هناك سُنَّةً تعارض حُكْمًا قرآنيًا ما، بل إنه من المستحيل أن يوجد حديث يعارض أحكام القرآن الخاصة، أو قواعدة العامة.
ثم إن الحديث الواحد لا نأخذه على حدة عند الاستدلال، بل يجب أن نأخذ كافة الأحاديث التى وردت في موضوع واحد ثم نلحقها بما يؤيدها ويتصل بها من الكتاب الكريم، ولن نعدم هذه الصلة. اهـ.
لقد أطلت النقل هنا قصدًا لأبين موقف الشيخ الغزالي المبدئي والأساسي من السُنَّةِ، وهو موقف العالم المسلم المتشبث بها، الغيور عليها، المدافع عنها، المهاجم لأعدائها، الحريص على حُسْنِ فهمها. أما الخلاف مع الشيخ فهو في التفصيلات والأمثلة التطبيقية، وهذه لا ينبغى أن تعكر صفاء المبدأ المسلم، والقاعدة المقررة
نام کتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 397