نام کتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 402
من أجل هذا يقاوم الغزالي تلك الأفهام الرديئة التى تحمل على القعود واليأس، وتخدر الأمة عن الجهاد والكفاح.
لنقرأ مَعًا تلك الفقرات النيرة من كتابه " قذائف الحق " يقول حفظه الله:
• دين زاحف مهما كانت العوائق:
«كلما قرأت أبواب الفتن فِي كُتُبِ السُنَّةِ شعرت بانزعاج وتشاؤم، وأحسست أن الذين اشرفوا على جمع هذه الأحاديث قد أساءوا ـ من حيث لا يدرون ومن حيث لا يقصدون ـ إلى حاضر الإسلام ومستقبله! ..
لقد صوروا الدين وكأنه يقاتل في معركة انسحاب، يخسر فيها على امتداد الزمن أكثر مما يربح!.
وَدَوَّنُوا الأحاديث مقطوعة عن ملابساتها القريبة، فظهرت وكأنها تغري المسلمين بالاستسلام للشر، والقعود عن الجهاد، واليأس من ترجيح كفة الخير، لأن الظلام المقبل قدر لا مهرب منه.
وماذا يفعل المسلم المسكين، وهو يقرأ حديث أنس بن مالك الذي رواه البخاري عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: [أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ]، فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الحَجَّاجِ، فَقَالَ: «اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلاَّ الذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ» سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!!.
وظاهر الحديث أن أمر المسلمين في أدبار، وأن بناء الأمة كلها إلى انهيار، على اختلاف الليل والنهار!
هذا مع ان الحديث يخالف أحاديث صحاحًا كثيرة تحمل مبشرات بظهور الإسلام، واتساع دولته وانتشار دعوته، كما يخالف الاحداث التى وقعت في العصر الأموي نفسه!.
فقد جاء الوليد بن عبد الملك فمد رقعة الإسلام شَرْقًا، حتى احتوت أقطارًا من الصين، وامتدت رقعة الإسلام غربًا، حتى شملت أسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا
نام کتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 402