responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 405
وليس الغرباء هم التافهين من مسلمي زماننا، بل هم الرجال الدين رفضوا الهزائم النازلة، وتوكلوا على الله في مدافعتها حتى تلاشت!.

والفتن التي لا شك في وقوعها والتي طال تحذير الإسلام منها فتنة التهارش على الحكم، والتقاتل على الإمارة، ومحاولة الاستيلاء على السلطة بأي ثمن، وما استتبعه ذلك من إهدار للحقوق والحدود، وعدوان على الأموال والأعراض .. وهذا المرض كان من لوازم الطبيعة الجاهلية التى عاشت على العصبية العمياء.

والعرب في جاهليتهم أَلِفُوا هذا الخصام والتعادي، فهم كما قال دريد بن الصمة:
يغار علينا واترين فيشتفى ... بنا إن أصبنا أو نغير على وتر
فسمنا بذاك الدهر شطرين بيننا ... فما ينقضي إلا ونحن على شطر

وما رواه أحمد عن تميم الداري [21] (بشأن انتشار الإسلام) يؤيده ما رواه عن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول يَقُولُ: «لاَ يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ، وَلاَ وَبِرٍ إِلاَّ دَخَلَتْهُ كَلِمَةُ الإِسْلاَمَ بِعِزِّ [عَزِيزٍ] وَبِذُلِّ ذَلِيلٍ» [22].

وكذلك ما رواه عن قبيصة بن مسعود: صلى هذا الحي من محارب ـ اسم قبيلة ـ الصبح، فلما صلوا قال شاب منهم: سمعت رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: «إنه تفتح لكم مشارق الأرض ومغاربها، وان عمالها ـ امراءها ـ في النار إلا من اتقى وادى الامانة».

ويقول صاحب " المنار " في نهاية تفسيره لقوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: 65]: «اعلم أن الاستدلال بما ورد من أخبار وآثار في تفسير هذه الآية لا يدل هو ولا غيره من أحاديث الفتن على أن الأمة الإسلامية قد قضي عليها بدوام ما هي عليه الآن من الضعف والجهل كما يزعم الجاهلون بسنن الله، اليائسون من رَوْحِ الله، بل توجد نصوص أخرى تدل على أن لجوادها نهضة من هذه الكبوة، وان لسهمها قرطة بعد هذه النبوة، كالآية الناطقة باستخلافهم في الأرض ـ سورة النور ـ فإن عمومها

[21] يريد حديث «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا [الدِّينَ] ... »، رواه أحمد في " مسنده: (4/ 103)، وقال الهيثمي (6/ 14): «رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ». ورواه الحاكم: 4/ 420 وَصَحَّحَهُ على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
[22] رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، كما قال الهيثمي: (6/ 14) وَصَحَّحَهُ الحاكم على شرطهما أيضًا. المصدر السابق.
نام کتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست