نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 103
ولقد رأينا حافظًا كبيرًا من أعظم حفاظ الحديث - وهو ابن حجر شارح " البخاري " - يقول عن حديث (الغرانيق): إنه روي من عدة طرق تدل على أن له أصلاً. وهو حديث يرفضه صريح العقل، وينكره صحيح النقل، وقد صنف الشيخ الألباني رسالة " نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق "، كما كتب العلامة الشيخ محمد صادق عرجون في كتابه القيم " محمد رسول الله " فصلاً كاملاً بَيَّنَ فيه بطلانها، وأنها مجرد (أكذوبة بلهاء)!.
مِنْ فِقْهِ الدَّاعِيَةِ أَلاَّ يُحَدِّثَ النَّاسَ بِمَا يُشْكِلُ عَلَيْهِمْ:
وينبغي للداعية الموفق ألا يحدث الناس بكل ما يعرفه من الأحاديث وإن كانت صِحَاحًا , فقد قال العلامة القاسمي في " قواعد التحديث ": «مَا كُلُّ حَدِيثٍ صَحِيحٍ تُحَدَّثُ بِهِ العَامَّةُ ـ وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الشَّيْخَانُ عَنْ مُعَاذٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قال: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَمَا حَقُّ العِبَادِ عَلىَ اللهِ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقُّ العِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلاَ أُبَشِّرُ النَّاسَ؟، قَالَ: «لاَ تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا!».