نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 118
أما شيخنا الشيخ محمد الغزالي: فقد رفض الحديث صراحة , لأنه ينافي قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء: 15] , وقوله: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلاَ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} [طه: 134]، { ... أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ} [المائدة: 19].
والعرب لم يبعث إليهم رسول , ولم يأتهم نذير قبل محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما صرحت بذلك جملة من آيات في كتاب الله {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ} [يس: 6].
{ ... لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} [السجدة: 3]، { ... وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ} [سبأ: 44].
ولكني أوثر في الأحاديث الصحاح التوقف فيها , دون ردها بإطلاق , خشية أن يكون لها معنى لم يفتح عَلَيَّ به بعد.
ومن حسن الحظ أني رجعت إلى ما قاله شُرَّاحُ " مسلم " غير النووي أعني العَلاَّمَتَيْنِ: الأُبِّي وَالسَّنُوسِي , فوجدتهما يتحفظان على ظاهر هذا الحديث , أما الإمام النووي , فقد علق على الحديث بقوله: «قَالَهُ لِحُسْنِ خُلُقِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَسْلِيَةً لِلْرَّجُلِ , لِلاِشْتِرَاكِ فِي المُصِيبَةِ , وَفِيهِ: أَنَّ مَنْ مَاتَ كَافِرًا فِي النَّارِ وَلاَ تَنْفَعُهُ قَرَابَةُ المُقَرَّبِينَ».