نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 119
قَالَ الأُبِّي: «تأمل ما في كلامه من التنافي , فإن من بلغتهم الدعوة ليسوا بأهل فترة , وتعرف ذلك بما تستمع , فأهل الفترة هم الأمم الكائنة بين أزمنة الرسل الذين لم يرسل إليهم الأول ولا أدركوا الثاني , كالأعراب الذين لم يرسل إليهم عيسى - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - ولا لحقوا النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والفترة بهذا التفسير تشمل ما بين كل رسولين.
ولكن الفقهاء إذا تكلموا في الفترة فإنما يعنون التي بين عيسى - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - والنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وذكر البخاري عن سلمان أنها ستمائة سنة.
ولما دلت القواطع على أنه لا تعذيب حتى تقوم الحجة , علمنا أنهم غير معذبين.
فإن قلت: صحت أحاديث بتعذيب أهل الفترة كهذا الحديث وحديث: «رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ يَجُرُّ قُصْبَهُ [1] فِي النَّارِ» [2].
قلت: أجاب عن ذلك عقيل بن أبي طالب بثلاثة أجوبة:
الأول ـ أنها اخبار آحاد فلا تعارض القطع.
الثاني ـ قصر التعذيب على هؤلاء , والله أعلم بالسبب.
الثالث ـ قصر التعذيب المذكور في هذه الأحاديث على مَنْ بَدَّلَ وَغَيَّرَ من أهل الفترة بما لا يعذر به من الضلال [3]. [4]. اهـ.
التَّدْقِيقُ فِي دَعْوَى مُعَارَضَةِ القُرْآنِ:
وهنا لا بد أن نحذر من التوسع في دعوى معارضة القرآن , دون أن يكون لذلك أساس صحيح.
فقد ركب المعتزلة متن الشطط , حين اجترأوا على رد الأحاديث الصحيحة المستفيضة في إثبات الشفاعة في الآخرة للرسول - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - ولإخوانه الأنبياء والملائكة وصالحي المؤمنين , في عصاة الموحدين , فيكرمهم الله تعالى [1] قصبه: أي أمعاءه. [2] متفق عليه عن أبي هريرة كما في " اللؤلؤ والمرجان "، حديث (1816). وتتمته «[وَكَانَ] أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ». [3] كأن يكون قد وأد ابنة له أو نحو ذلك مما هو معلوم القبح لدى كل العقلاء، وجميع أصحاب الأديان. [4] انظر " شرح الأُبِّي والسنوسي على مسلم ": ج 1 ص 363 - 373.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 119