وإذا لم يمكن الجمع بين الحديثين المتعارضين , أو الأحاديث المتعارضة في ظواهرها , فيلجأ إلى الترجيح بينها , فيرجع أحدها على غيره بأحد المرجحات التي ذكرها العلماء , وقد عددها الحافظ السيوطي في كتابه " تدريب الرواي على تقريب النوواي " فبلغت أكثر من مائة.
وهذا الموضوع ـ التعارض والترجيح ـ من الموضوعات المهمة , التي تدخل في نطاق أصول الفقه، وأصول الحديث , وعلوم القرآن.
أَحَادِيثُ العَزْلِ:
لنأخذ مثلاً: الأحاديث التي جاءت في (العزل) عزل الرجل عن امرأته عند الجماع , بأن يقذف المني خارج الفرج , حتى لا تحمل منه.
ولننظر هنا الأحاديث التي ذكرها أبو البركات ابن تيمية (الجد) في كتابه الشهير " المنتقى من أخبار المصطفى " - باب ما جاء في العزل:
" عَنْ جَابِرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: «كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ سَلَّمَ - وَالقُرْآنُ يَنْزِلُ» متفق عليه.