نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 170
مسألتنا هذه: أن الحديث «فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ» ورد بألفاظ أخرى , في بعضها «فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا العِدَّةَ ثَلاَثِينَ» ولكن إمامًا عظيما من أئمة الشافعية , بل هو إمامهم في وقته , وهو أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج [1] , جمع بين الروايتين , بجعلهما في حالين مختلفين: أن قوله: «فَاقْدُرُوا لَهُ» معناه: قدروه بحسب المنازل , وأنه خطاب لمن خصه الله بهذا العلم , وأن قوله: «فَأَكْمِلُوا العِدَّةَ» خطاب للعامة [2].
فقولي هذا يكاد ينظر إلى قول ابن سريج , إلا أنه جعله خاصًا بما إذا غم الشهر فلم يره الراؤون , جعل حكم الأخذ بالحساب للأقلين , على ما كان في وقته من قلة عدد العارفين به , وعدم الثقة بقولهم وحسابهم , وبطء وصول الأخبار إلى البلاد الأخرى , إذا ثبت الشهر في بعضها , وأما قولي فإنه يقضي بعموم الأخذ بالحساب الدقيق الموثوق به , وعموم ذلك على الناس , بما يسر في هذه الأيام من سرعة وصول الأخبار وذيوعها. ويبقى الاعتماد على الرؤية للأقل النادر , ممن لا يصل إليه الأخبار , ولا يجد ما يثق به من معرفة الفلك ومنازل الشمس والقمر.
ولقد أرى قولي هذا أعدل الأقوال , وأقربها إلى الفقه السليم , وإلى الفهم الصحيح للأحاديث الواردة في هذا الباب. [3]. اهـ.
هذا ما كتبه العلامة شاكر منذ أكثر من نصف قرن (ذي الحجة 1357 هـ ـ الموافق يناير 1939 م). [1] «سُرَيْجٍ» بالسين المهملة المضمومة وآخره جيم، ويكتب خطأ في كثير من الكتب المطبوعة «شريح» بالشين والحاء، وهو تصحيف. وأبو العباس هذا توفي سنة 306 هـ، وهو من تلاميذ أبي داود صاحب " السنن "، وقال في شأنه أبو إسحاق الشيرازي في " طبقات الفقهاء " (ص 89): «كان من عظماء الشافعيين وأئمة المسلمين ... وكان يفضل على جميع أصحاب الشافعي حتى عَلَى المُزَنِيِّ». وله تراجم جيدة في " تاريخ بغداد " للخطيب: (ج 4 ص 278 - 290) و" طبقات الشافعية " لابن السبكي: (ج 2 ص 67 - 96). وَعَدَّهُ بَعضهم مجدد المائة الثالثة. [2] انظر " شرح القاضي أبي بكر بن العربي على الترمذي ": (ج 3 ص 207، 208)، و" طرح التثريب ": (ج 4 ص 111 - 113)، و" فتح الباري ": (ج 4 ص 104). [3] رسالة " أوائل الشهور العربية ": ص 7 - 17 نشر مكتبة ابن تيمية.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 170