نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 175
الفَصْلُ السَّادِسُ: التَّفْرِيقُ بَيْنَ الحَقِيقَةِ وَالمَجَازِ فِي فَهْمِ الحَدِيثِ:
العربية لغة للمجاز فيها نصيب موفور , والمجاز أبلغ من الحقيقة كما هو مقرر في علوم البلاغة , والرسول الكريم أبلغ من نطق بالضاد وكلامه تنزيل من التنزيل , فلا عجب أن يكون في أحاديثه الكثير من المجازات , المعبرة عن المقصود بأروع صورة.
والمراد بالمجاز هنا: ما يشمل المجاز اللغوي والعقلي , والاستعارة والكناية , والاستعارة التمثيلية , وكل ما يخرج باللفظ أو الجملة عن دلالتها المطابقية الأصلية.
وإنما يعرف المجاز في الكلام بالقرائن الدالة عليه , سواء كانت قرائن مقالية أم حالية.
ومن ذلك ما ينسب فيه الكلام والحوار إلى الحيوانات والطيور والجمادات والمعاني.
كقولهم: قِيلَ لِلْشَّحْمِ (أي للسمن): أَيْنَ تَذْهَبُ؟ قَالَ: أُقَوِّمُ العِوَجَ (أَيْ أُدَارِي العُيُوبَ الجِسْمِيَّةَ التِي تَظْهَرُ بِالنَّحَافَةِ).
وهذا كله من باب التصوير والتمثيل , ولا يعد هذا من الكذب في الأخبار , يقول الإمام الراغب الأصفهاني في كتابه القيم " الذريعة إلى مكارم الشريعة ": «اعلم أن الكلام إذا خرج على وجه المثل للاعتبار دون الإخبار , فليس بكذب
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 175