responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 182
اِصْطِلاَحَاتٌ لِتَقْرِيبِ الحَقَائِقِ , فَخَيْرٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يُؤْمِنَ وَأَنْ يَعْمَلَ صَالِحًا , ثُمَّ يَدَعُ مَا فِي الغَيْبِ لِعَالَمِ الغَيْبِ , لَعَلَّهُ يَنْجُو يَوْمَ القِيَامَةِ. {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف: 109]». اهـ. [1].

وَكَلاَمُ الشَّيْخِ - رَحِمَهُ اللهُ - فِي تَعْلِيلِ رَفْضِ التَّأْوِيلِ لِلْنُّصُوصِ المُحْكَمَاتِ فِي الشُّؤُونِ الغَيْبِيَّةِ يَقُومُ عَلَى مَنْطِقٍ قَوِيٍّ مُقْنِعٍ.

وَلَكِنَّهُ فِي هَذَا المَقَامِ خَاصَّةً غَيْرُ مُسَلَّمٍ , وَالفِرَارُ مِنَ التَّأْوِيلِ هُنَا لاَ مُبَرِّرَ لَهُ , فَمِنَ المَعْلُومِ المُتَيَقَّنِ الذِي اتَّفَقَ عَلَيْهِ العَقْلُ وَالنَّقْلُ أَنَّ المَوْتَ ـ الذِي هُوَ مُفَارَقَةُ الإِنْسَانِ لِلْحَيَاةِ ـ لَيْسَ كَبْشًا وَلاَ ثَوْرًا , وَلاَ حَيَوَانًا مِنَ الحَيَوَانَاتِ , بَلْ هُوَ مَعْنَى مِنَ المَعَانِي , أَوْ كَمَا عَبَّرَ القُدَمَاءُ عَرَضٌ مِنَ الأَعْرَاضِ , وَالمَعَانِي لاَ تَنْقَلِبُ أَجْسَامًا وَلاَ حَيَوَانَاتٍ إِلاَّ مِنْ بَابِ التَّمْثِيلِ وَالتَّصْوِيرِ , الذِي يُجَسِّمُ المَعَانِي لِمَعْقُولاَتٍ , وَهَذَا هُوَ الأَلْيَقُ بِمُخَاطَبَةِ العَقْلِ المُعَاصِرِ. وَاللهُ أَعْلَمُ.

المَجَازُ فِي أَحَادِيثِ الأَحْكَامِ:
والمجاز كما يقع في أحاديث الأخبار , يقع في أحاديث الأحكام , فيجب على أهل الفقه التنبه له , والتنبيه عليه , ولمثل هذا اشترطوا في المجتهد أن يكون عَالِمًا بِالعَرَبِيَّةِ عِلْمًا يمكنه من فهم دلالاتها المختلفة , كما كان يفهمها العربي الخالص في عصر النبوة والصحابة , وإن كان هذا يعرفها بالسليقة وذاك يعرفها بالدراسة , وقد قال الأعرابي:
وَلَسْتُ بنَحْوِىٍّ يَلُوكُ لِسَانَهُ * ... * ... * وَلَكِنْ سَلِيقِيٌّ أقُولُ فأُعْرِبُ!

وإغفال الفرق بين المجاز والحقيقة يوقع في كثير من الخطأ , كما رأيت ذلك بجلاء عند الذين يسارعون إلى الفتوى في عصره , فيُحَرِّمُونَ وَيُوجِبُونَ , وَيُبَدِّعُونَ وَيُفَسِّقُونَ , وَرُبَّمَا يُكَفِّرُونَ بِنُصُوصٍ إِنْ سُلِّمَ لَهَا بِصِحَّةِ الثُّبُوتِ , وَلَمْ يُسَلَّمْ لَهَا بِصَرَاحَةِ الدَّلاَلَةِ.

خذ مثلاً الحديث الذي استدل به بعض المعاصرين على تحريم مصافحة الرجل ,

(1) " المسند "، طبعة دار المعارف، بتحقيق الشيخ شاكر: ج 8/ 240، 241، تخريج حديث (5993).
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست