نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 39
تَأْوِيلُ أَهْلِ الجَهْلِ:
(ج) ـ وهناك: (سُوءُ التَّأْوِيلِ) الذي به تشوه حقيقة الإسلام , ويحرف فيه الكلم عن مواضعه , وتنتقص فيه أطراف الإسلام , فيخرج من أحكامه وتعاليمه ما هو من صلبه , كما حاول أهل الباطل أن يدخلوا فيه ما ليس منه , أو يؤخروا ما حقه أن يقدم , أو يقدموا ما حقه أن يؤخر.
وهذا التأويل السيء , والفهم الرديء , من شأن الجاهلين بهذا الدين , الذين لم يشربوا روحه , ولم ينفذوا ببصائرهم إلى حقائقه فليس من الرسوخ في العلم , ولا من التجرد للحق , ما يعصمهم من الزيغ والانحراف في الفهم , والإعراض عن المحكمات , واتباع المتشابهات , ابتغاء الفتنة , وابتغاء تأويلها تبعًا للهوى المضل عن سبيل الله.
إنه (تَأْوِيلُ الجَاهِلِينَ) وإن لبسوا لبوس العلماء , تظاهروا بألقاب الحكماء.
وهذا ما يجب التنبه له , والتحذير منه ووضع الضوابط الضرورية للوقاية من الوقوع فيه.
ومعظم الفرق الهالكة , والطوائف المنشقة عن الأمة , وعن عقيدتها , وشريعتها , والفئات الضالة عن سواء الصراط , إنما أهلكها سوء التأويل.
وللإمام ابن القيم هنا كلمة مضيئة في ضرورة حسن الفهم عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذكرها في كتاب " الروح " ننقلها عنه , قال: «ينبغي أن يفهم عن الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مراده من غير غلو ولا تقصير , فلا يحمل كلامه ما لا يحتمله , ولا يقصر به عن مراده وما قصده من الهدى والبيان , وقد حصل بإهمال ذلك والعدول عنه من الضلال عن الصواب , ما لا يعلمه إلا الله , بل سوء الفهم عن الله ورسوله أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام , بل هو أصل كل خطأ في الأصول والفروع , ولا سيما إن أضيف إليه سوء القصد , فيتفق سوء الفهم في بعض الأشياء من المتبوع , مع حسن قصده , وسوء القصد من التابع , فيا محنة الدين وأهله! والله المستعان. وهل أوقع القدرية والمرجئة والخوارج والمعتزلة والجهمية والروافض وسائر أهل البدع إلا سوء الفهم عن الله ورسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , حتى صار الدين بأيدي أكثر الناس , هو موجب هذه الأفهام! والذي فهمه الصحابة
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 39