نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 44
ومن المعروف أن بعض مسائل هذا العلم - علم أصول الحديث - متفق عليها، وبعضها مختلف فيه. والواجب على أهل العلم تمحيص المسائل الخلافية، وترجيح الراجح فيها.
وأنا أوثر هنا ترجيح منهج المتقدمين من علماء الأمة في أزهى عصورها على منهج المتأخرين منهم. فالمتقدمون كانوا أصرح وأشجع في رد الضعيف، وكانوا أكثر تثبتًا من المتأخرين.
ومن هذه المسائل: مسألة (زيادة الثقة) في الحديث، وإلى أي مدى تقبل؟ ومن ذلك تقوية الحديث بتعدد الطرق الضعيفة. وأي حديث هو الذي يُقَوَّى بِالعَدَدِ؟ وأي نوع من الضعف هو الذي يعتد به؟
ومن ذلك الحديث الموقوف، واعتباره مرفوعًا حُكْمًا، إذا كان موضوعه مما لا مجال للرأي فيه، وتوسع بعضهم في ذلك في أحاديث يمكن أن تكون مجالاً للرأي [1].
ومن ذلك النظر إلى مضمون الحديث أو (مَتْنِهِ) بالتعبير الاصطلاحي، فبعض ما قبله السابقون بناء على معارف عصرهم، لم يعد مقبولاً اليوم، بناء على تطور العلم في عصرنا.
2 - حُسْنُ الفَهْمِ لِلْسُنَّةِ:
ثانيًا ـ أن يحسن فهم النص النبوي , وفق دلالات اللغة , وفي ضوء سياق الحديث , وسبب وروده , وفي ظلال النصوص القرآنية والنبوية الأخرى وفي إطار المبادئ العامة , والمقاصد الكلية للإسلام ,مع ضرورة التمييز بين ما جاء منها على سبيل تبليغ الرسالة , وما لم يجيء كذلك ,
وفق تقسيم حكيم الإسلام بالهند أحمد بن عبد الرحيم المعروف باسم شاه ولي الله الدهلوي (ت 1176 هـ)، وبعبارة أخرى: ما كان من السنة تشريعًا وما ليس بتشريع (وفق تعبير شيخنا محمود [1] انظر ما كتبناه عن (السنة) في حديثنا عن (أصول الفقه الميسر) من كتابنا " تيسير الفقه للمسلم المعاصر " الجزء الأول نشر مكتبة وهبة بالقاهرة.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 44