نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 45
شلتوت: شيخ الأزهر الأسبق)، وما كان من التشريع له صفة العموم والدوام , وما له صفة الخصوص أو التأقيت , فإن من أسوأ الآفات في فهم السنة خلط أحد القسمين بالآخر.
إن الآفة قد لا تكون من عدم ثبوت السنة، بل قد تكون السنة ثابتة صحيحة، ولكن الآفة قد تأتي من سوء فهمها. وسوء الفهم داء قديم، عرض للسنة كما عرض للقرآن، ولذا حذر المحققون من علمائنا من سوء الفهم عن الله ورسوله.
3 - سَلاَمَةُ النَّصُّ النَّبَوِيُّ مِنْ مُعَارِضٍ أَقْوَى:
ثالثًا ـ أن يتأكد من سلامة النص من معارض أقوى منه , من القرآن الكريم , أو أحاديث أخرى أوفر عَدَدًا , أو أصح ثبوتًا , أو أوفق بالأصول وأليق بحكمة التشريع , أو من المقاصد العامة للشريعة , التي اكتسبت صفة القطعية , لأنها لم تؤخذ من نص واحد أو نصين بل أخذت من مجموعة من النصوص والأحكام أفادت ـ بانضمام بعضها إلى بعض ـ يقينًا وجزمًا بثبوتها.
وهذا الأمر يتصل بقضية هامة من قضايا علم أصول الفقه، وعلم أصول الحديث، وهي قضية (التعارض والترجيح) ذلك أن النصوص قد تتعارض في ظواهرها، وهي في حقيقتها ليست متعارضة، ولذا كان على الفقيه أو العالم أن يزيل التعارض الظاهري بينها بالجمع إن أمكن، أو بالترجيح. وقد ذكر الإمام السيوطي في " تدريب الراوي " مرجحات زادت على المائة.
السُنَّةُ التِي يُرْجَعُ إِلَيْهَا فِي التَّشْرِيعِ وَالتَّوْجِيهِ:
إن السنة هي المصدر الثاني للإسلام , في تشريعه وتوجيهه. يرجع إليها الفقيه لاستنباط الأحكام , كما يرجع إليها الداعية والمربي , ليستخرجا منها المعاني الملهمة , والقيم الموجهة والحكم البالغة , والأساليب المرغبة في الخير , المرهبة عن الشر.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 45