نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 49
لأتمم لك دينك الناقص , وأسد ما فيه من فجوات , بما أضعه من أحاديث!
أما كلام الإمام بن عبد السلام , ففي موضوع غير هذا , مما رخصت فيه الأحاديث مثل الكذب في الحرب , وإصلاح ذات البين , وإنقاذ بريء فار من ظالم يطارده , ونحو ذلك مما هو مذكور في مظانه.
على أن كلام ابن عبد السلام نفسه يرد على دعوى هذا المدعي , فقد ذكر أن كل مقصود محمود يمكن التوصل إليه بالصدق والكذب جميعا , فالكذب حرام. وهنا تقول: إن كل الفضائل التي ترغب فيها الأحاديث المكذوبة , وكل الرذائل التي ترهب منها .. يمكن التوصل إليها بالأحاديث الصحاح والحسان من غير شك , فالكذب إذن حرام بيقين , بل من أكبر الكبائر.
رَدُّ الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ كَقَبُولِ الأَحَادِيثِ المَوْضُوعَةِ:
وإذا كان من الخطأ والخطل والخطر قبول الأحاديث الباطلة والموضوعة , وعزوها إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , فمثله في البطلان رد الأحاديث الصحاح الثابتة بالهوى وَالعُجْبِ والتعالم على الله ورسوله , وسوء الظن بالأمة وعلمائها وأئمتها في أفضل أجيالها , وخير قرونها. لقد كان عوام الأمة في العصور الماضية بتقبلون الأحاديث الواهية والمكذوبة .. أما عوام الأمة في هذا العصر، فيردون الأحاديث الصحيحة، بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير. ولا نعني بالعوام الأميين وأشباههم، فهؤلاء لا يقحمون أنفسهم فيما لا يحسنون. إنما نعني بالعوام: المتعالين المغرورين، الذين لم يدخلو البيوت من أبوابها، ولم يستقوا العلم من ينابيعه، والذين عرفوا قشورًا من العلم، خطفوها خطفًا من مراجع ثانوية، أو من المستشرقين والمبشرين وأمثالهم.
المهمه هنا: أن رفض الأحاديث الصحاح، مثل قبول الأحاديث المردودة في الدين على حد سواء.
إن قبول الأحاديث المكذوبة يدخل في الدين ما ليس منه , أما رد الأحاديث الصحيحة , فيخرج من الدين ما هو منه , ولا ريب أن كليهما مرفوض مذموم:
قبول الباطل , ورد الحق.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 49