نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 57
- حَدِيثُ: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ»:
ومن أعجب ما سمعته في عصرنا من رد الحديث الصحيح بالفهم القاصر أن بعض الناس قد رد أشهر حديث يحفظه المسلمون , صغارهم وكبارهم , وعامتهم وخاصتهم , وهو حديث ابن عمر وغيره: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ البَيْتِ» لمن استطاع إليه سبيلاً.
وحجة هذا المقتحم الجريء: أن الحديث لم يذكر الجهاد , مع أهميته في الإسلام , فكان هذا دليلاً على وضعه!
وجهل هذا أن الجهاد إنما يجب على بعض الناس دون بعض , ولا يفترض عَيْنًا إلا في ظروف خاصة ولاعتبارات معينة , بخلاف هذه المباني الخمسة , التي طابعها العموم لكل الناس.
ولو كان منطق هذا الإنسان صحيحًا , لوجب عليه أن يرد آيات القرآن التي وصفت المؤمنين , والمتقين , وعباد الرحمن , والأبرار , والمحسنين , وأولي الألباب وغيرهم ممن أثنى الله عليهم في كتابه , ووعدهم بأجزل المثوبة. ولم يذكر في أوصافهم الجهاد.
اقرأ في ذلك أوصاف المتقين في أوائل (البقرة) الآيات (2 - 5) وأهل البر والصدقة في آية {لَيْسَ الْبِرَّ} [البقرة: 177] وأوصاف المؤمنين في أول الأنفال (2 - 4) وأوصاف أولي الألباب في سورة الرعد (20 - 22) وأوصاف المؤمنين الوارثين للفردوس في أول سورة المؤمنون (1 - 10) وأوصاف عباد الرحمن في أواخر سورة الفرقان (63 - 77) وأوصاف المتقين المحسنين في سورة الذاريات (15 - 23) وأوصاف المكرمين في جنات الله في سورة المعارج (32 - 35) وكل هذه المواقع وغيرها في كتاب الله العزيز , لم تذكر الجهاد فهل يرد هذا الجَهُولُ المُتَطَاوِلُ هذه الآيات من كتاب الله الكريم؟!
وقد عرض شيخ الإسلام ابن تيمية لتعليل حصر الإسلام في الخمس المذكورة , ولماذا لم يذكر الواجبات الأساسية الأخرى , مثل الجهاد , وبر الوالدين وصلة الرحم ونحو ذلك , فقال:
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 57