نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 65
الفَصْلُ الأَوَّلُ: السُنَّةُ فِي مَجَالِ الفِقْهِ وَالتَّشْرِيعِ:
السنة هي المصدر الثاني للفقه والتشريع بعد كتاب الله تعالى.
ولهذا نرى مبحث (السُنَّةِ) ـ باعتبارها أصلاً ودليلاً للأحكام الشرعية ـ مبحثًا ضافيًا واسع الأكناف في جميع كتب (أصول الفقه) وفي كل المذاهب.
حتى قال الإمام الأوزاعي (ت 157 هـ): «الكِتَابُ أَحْوَجُ إِلَى السُنَّةِ مِنَ السُنَّةِ إِلَى الكِتَابِ»!! [1].
وذلك , لأن السنة هي المُبينة للكتاب , فهي التي تفصل ما أجمله , وتقيد ما أطلقه , وتخصص ما عممه.
وهذا ما جعل بعضهم يقول: «السُّنَّةُ قَاضِيَةٌ عَلَى الكِتَابِ» [2] , بمعنى أنها تبين المراد منه.
ولكن الإمام أحمد لم يسترح لهذه العبارة , وقال: «لاَ أَجْرُؤُ أَنْ أَقُولَ ذَلِكَ , وَلَكْنْ أَقُولُ: السُّنَّةَ مُبَيِّنَةٌ لِلْكِتَابِ» [3].
وهذا هو العدل , فالسنة تُبَيِّنُ الكتاب من وجه , وهي من وجه آخر تدور في فلك الكتاب ولا تخرج عنه.
(1) " إرشاد الفحول " للشوكاني: ص 33 ط. مصطفى الحلبي. [2] نفسه، وقد عزاه إلى يحيى بن أبي كثير، وذكره ابن عبد البر في " جامعه ": (2/ 192). [3] ذكره ابن عبد البر في " جامع بيان العلم وفضله ": (2/ 191، 192) ط: بيروت المصورة عن المنيرية.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 65