نام کتاب : النكت الوفية بما في شرح الألفية نویسنده : البقاعي، برهان الدين جلد : 1 صفحه : 257
وأبو عليٍ إنما صنفا كتابيهما بعدَ الترمذيِّ، وكأنَ كتابَ أبي علي الطوسيِّ مخرجٌ على كتابِ الترمذيِّ، لكنهُ شاركهُ في كثيرٍ من شيوخهِ، واللهُ
أعلمُ)) [1].
وقولُ ابنِ الصلاحِ: ((عرفناهُ بأنَّهُ منَ الحسنِ عندَ أبي داودَ)) [2]، وموافقةُ الشيخِ له في نظمهِ وشرحهِ [3] ليسَ بجيدٍ [4]، فليسَ بمسلّمٍ [5] أَنَّ كلَّ ما سكتَ عليهِ أبو داودَ يكونُ حسناً، بل هو وهمٌ آتٍ [6] من جهةِ أنَّ أبا داودَ يريدُ بقولهِ:
((صالحٌ)) الصلاحيةَ للاحتجاجِ، ومنْ فهمَ أنَّ ((أصحَّ)) في قولهِ: ((وبعضها أصحُّ من بعضٍ)) تقتضي اشتراكاً في الصحةِ، وكذا قوله: ((إنَّهُ يذكرُ في كلِّ بابٍ أصحَّ ما عرفهُ فيهِ)) وليسَ الأمرُ في ذلكَ كذلكَ [7]. أما من جهةِ قولهِ: ((صالحٌ))؛ فلأنَّهُ كما يحتملُ أنْ يريدَ صلاحيته للاحتجاجِ، فكذا يحتمل أنْ يريدَ صلاحيتهُ للاعتبارِ؛ فإنَّ أبا داودَ قال في الرسالةِ التي أرسلها إلى مَن سألهُ عنِ اصطلاحهِ في كتابهِ: ((ذكرتُ فيهِ الصحيحَ، وما يشبههُ، ويقاربهُ، وما فيهِ وهنٌ شديدٌ بينته، وما لا فصالحٌ، وبعضها أصحُّ من بعضٍ)) [8]، واشتملَ هذا الكلامُ على خمسةِ أنواعٍ: [1] قال الحافظ ابن حجر في نكته 1/ 426 وبتحقيقي: 220: ((وأما على بن المديني فقد أكثر من وصف الأحاديث بالصحة والحسن في مسنده ... )). [2] معرفة أنواع علم الحديث: 106. [3] انظر: التبصرة والتذكرة (68)، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 163. [4] من قوله: ((وأول كلام ابن الصلاح في هذه المسألة ... )) إلى هنا لم يرد في (ك). [5] جاء في حاشية (أ): ((أي لأنه ليس بمسلّم)). [6] في (ف): ((أتى)). [7] عبارة: ((وليس الأمر في ذلك كذلك)) لم ترد في (ك). [8] رسالة أبي داود إلى أهل مكة 1/ 35 (مع بذل المجهود).
نام کتاب : النكت الوفية بما في شرح الألفية نویسنده : البقاعي، برهان الدين جلد : 1 صفحه : 257