وقال الإمام مالك: «أَوَّلُ مَنْ أَسْنَدَ الحَدِيثَ ابْنُ شِهَابٍ» [3]. فيحمل قوله على أنه من أوائل من التزموا الإسناد. وقد بينت هذا عندما تكلمت عن جهود الصحابة والتابعين لمقاومة الوضع.
4 - كان الزهري يشجع طلاب العلم على دراسة الحديث، وينفق على بعضهم، قال له أحدهم: لا مال عندي حتى أطلب العلم، فقال له: «اتْبَعْنِي وَأَكْفِيكَ نَفَقَتَكَ».
وكان يكرم أصحاب الحديث ويطعمهم الثريد ويسقيهم العسل، وكان إذا أبى أحد من أصحاب الحديث أن يأكل طعامه حلف عليه أن لا يحدثه عشرة أيام.
قال مالك بن أنس: «كَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَجْمَعُ الأَعْرَابَ فَيُذَاكِرَهُمْ حَدِيثَهُ، فَإِذَا
(1) " حلية الأولياء ": ص 365 جـ 3، والخطم وهو الحبل الذي يقاد به البعير. انظر " لسان العرب "، مادة (خَطَمَ): ص 77 جـ 15. وَالأَزِمَّةُ: جمع زمام والزمام مثل الخطام. انظر " لسان العرب "، مادة (زَمَمَ): ص 164 جـ 15. أقول: كَنَّى الزهري بهذا عن الأسانيد.
(2) " تاريخ الإسلام ": ص 148 جـ 5.
(3) " تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل ": ص 20.
نام کتاب : السنة قبل التدوين نویسنده : الخطيب، محمد عجاج جلد : 1 صفحه : 495