responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح القويسني على السلم المنورق للأخضري نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 12
حينئذٍ نقول لهذه القاعدة تقول: [استعملتا للمبالغة من رحم]. الرحمن الرحيم اسمان كريمان من أسمائه جل وعلا دلان على اتصافه بصفة الرحمة وهي: صفة حقيقية ثابتة له جل وعلا على ما يليق به، ولا يجوز القول بأن المراد بها لازم معناها، يعني: لازم الرحمة وإرادة الإحسان والإنعام، وإن كان هو من مدلول اللفظ الرحمن له دلالات دلالة على الذات، ودلالة على الصفة، ودلالة على الذات والصفة معًا، دلالتان أُولَيَان من باب التضمن الدلالة السارية على الذات والصفة من باب المطابقة ولها لازم، يعني: دلالة لزوم. وهذا يدل على أنه حي، كريم، جواد ... إلى آخره، وكذلك يدل على الإحسان والإنعام حينئذٍ إثبات الرحمة لا يلزم منه نفي الإحسان، لكن الذي يكون من باب التحريف عند أرباب التعطيل أن يجعل الرحمن مدلوله المطابقي هو: إرادة الإحسان والإنعام. هذا الذي ينكر، فإذا قيل: الرحمن في الأصل إنما هو الرحمة ولا يعقل منها إلا رحمة المخلوق، إذًا هو مجاز من باب إطلاق المجاز وإرادة اللازم، إذًا فسروا المعنى بماذا؟ باللازم نقول: هذا باطل، وإنما نثبت الرحمن وهو دال على صفة حقيقة ثابتة لله عز وجل تليق بجلاله لا تماثل رحمة المخلوقين ومن لازمها الإحسان والإنعام هذا لا تنافي فيه نقول: لا بد منه، لكن أن يكون مدلول اللفظ هو: اللازم. هذا الذي يكون ممتنعًا، واختلف في الجمع بينهما فقيل: المراد بالرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء في الدنيا، لأن صيغة فَعْلان تدل على الامتلاء والكثرة، وهذا الذي أشار إليه الشارح [والرحمن أبلغ من الرحيم] لأنه جاء على وزن فَعْلان وفعلان فيه زيادة على الرحيم من حيث استعمال العرب لمادة فعلان لما يدل على الامتلاء والكثرة، والرحيم أقل عددًا يعني من حيث الحروف من الرحمن، لأن زيادة البناء الوزن تدل على زيادة المعنى، إذًا الرحمن أوسع حينئذٍ تعم رحمته كل شيء في الدنيا، والرحيم حينئذٍ يختص بالمؤمنين في الآخرة، وقيل: العكس. وابن القيم رحمه الله تعالى يرى أن الرحمن دال على الصفة القائمة بالذات، فهي صفة ذاتية، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم فهي صفة فعلية، وذلك إذا اجتمعا، إذًا [والرحمن أبلغ]، يعني: أكثر بلاغة. حينئذٍ اشتركا في أن كلاً منهما بليغ الرحمن الرحيم كل منهما بليغ إلا أن الرحمن أبلغ من الرحيم لماذا؟ قال: [لأن زيادة البناء] فَعْلان [تدل على زيادة المعنى كما في قطَع التخفيف] يعني بدون تثقيل وتشديد. [وقطَّع بالتشديد] لا شك أن ثَمَّ فرقًا قَطَعَ قَطَّعَ خَرَجَ خَرَّجَ قَتَلَ قَتَّلَ، ولذلك مر معنا في الصرف أن فَعَّلَ يدل في الأصل على التكثير، وهذا هو الذي عناه المصنف هنا، إذًا الرحمن أبلغ من الرحيم لأنه في منزلة قَطَعَ وَقَطَّعَ فَقَطَعَ هو الرحيم وقَطَّعَ هو الرحمن [وابتدأ بالبسملة] إذًا لماذا ابتدأ الناظم بالبسملة؟ البسملة مصدر [اقتداءً بالكتاب العزيز، وعملاً بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر». أي ناقص وقليل البركة]. والحديث ضعيف وقوله: [اقتداءً بالكتاب العزيز].

نام کتاب : شرح القويسني على السلم المنورق للأخضري نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست