responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مطالع الأنوار على صحاح الآثار نویسنده : ابن قُرْقُول    جلد : 1  صفحه : 268
يكون إلى مدة، وهي ما دامت الجريدتان رطبتين - استدرك بحرف: "إلا"، وجاز ذلك وإن لم يتقدمه نفي؛ لأن حرف (لعل) ليس بحرف إثبات، فأشبه الشرط، فكان كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فقال كَمَا أَمَرَهُ اللهُ: إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أجرْنِي في مُصِيبَتِي، وَأَعْقِبْنِي خَيْرًا مِنْهَا. إِلَّا فَعَلَ اللهُ ذَلِكَ بهِ" [1] فأتى بـ "إلا" بعد الخبر؛ لما كان فيه من الشرط، والشرط ليس بإثبات محض، وكذلك لعل.
وفي حديث الثلاثة الذين خلفوا: قول كعب بن مالك: "فَوَاللهِ مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ قَطُّ بَعْدَ إِذْ هَدَانِي لِلإِسْلَامِ، أَعْظَمَ في نَفْسِي مِنْ صِدْقِ [2] رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَلا اَكُونَ كَذَبْتُهُ" كذا في الصحيحين لكافة الرواة حيث تكرر [3]، وعند الأصيلي في باب من البخاري: "ألا أن أكون كذبته" بزيادة: "أن" والأول هو الصواب لا غير، ومعناه: أن أكون كذبته، و"لا" هاهنا زائدة كهي في قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} [الأعراف: 12] هكذا رأيت هذا الكلام لشيخنا القاضي - رحمه الله -، وهو عندي غير بين، وأبين منه أن تكون: "لا" غير زائدة، وتكون: "أن" التي قبلها مخففة من الثقيلة، ويكون التقدير: فوالله ما أنعم الله علي من نعمة أعظم من أني لم أكن كذبته فأهلك. وإذا قدرت: "لا" زائدة كما تأول الشيخ؛ انعكس المعنى، وصار التقدير: ما أنعم الله علي من نعمة أعظم من أن أكون كذبته، أي: من كوني كذبته.

(1) "الموطأ" 1/ 236، مسلم (918) عن أم سلمة.
[2] في (س): (صدق)، والمثبت من "الصحيحين".
[3] البخاري (4418، 4673)، مسلم (2769).
نام کتاب : مطالع الأنوار على صحاح الآثار نویسنده : ابن قُرْقُول    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست