وأما الترمذي [1]: فأخرجه عن هَنَّاد، عن عبدة، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن محمد بن يحيى بن حبان، بالإسناد قال: رقيت على بيت حفصة فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - على حاجته، مستقبل الشام مستدبر الكعبة.
وأما النسائي [2]: فأخرجه عن قتيبة، عن مالك، بالإسناد واللفظ.
وهذا الحديث أخرجه الشافعي، في كتاب اختلاف الحديث [3]، بعد حديث أبي أيوب الأنصاري.
"رقي": يرقي إذا صعد، "والمراقي" جمع مِرْقَاة، وهي الدرجة.
"واللَّبِنة" -بفتح اللام وكسر الباء-: معروفة، وجمعها لَبِن.
وقوله: "مستقبلًا": وهو نصب على الحال من رأيت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -.
"والبيت المقدس" و"بيت المقدس": المسجد الأقصى، فالأول على الصفة، والثاني من إضافة الموصوف إلى الصفة كصلاة الأولى ومسجد الجامع.
و"المقدس": الطهر، والقدس: الطهر.
والمراد بـ "الحاجة": الغائط.
وأما استقبال بيت المقدس واستدباره، فيحتمل أنه على معنى الاحترام له؛ لأنه موضع شريف وكان قبلة في أول الإسلام.
ويحتمل لأنه إذا استقبل البيت المقدس استدبر الكعبة، وإذا استدبره استقبلها، فنهي عن ذلك.
وهذا إنما يتم في المدينة وما يجري مجراها؛ مما هو في جهتها أو مثل جهتها، ونحو ذلك من الجهات التي يتم فيها الاستقبال والاستدبار للكعبة وبيت [1] الترمذي (11) وقال: حسن صحيح. [2] النسائي (1/ 23). [3] اختلاف الحديث (538).