على الفلاح، اللَّه أكبر اللَّه أكبر، لا إله إلا اللَّه"، ثم دعاني حين قضيّت التأذين، فأعطاني صرة فيها شيء من فضة، ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة، ثم أمَرَّها على وجهه، ثم مر بين ثديه، ثم على كبده، ثم بلغت يده سرة أبي محذورة، ثم قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "بارك اللَّه فيك وبارك عليك" فقلت يا رسول اللَّه مرني بالتأذين بمكة، فقال: "أمرتك به" وذهب كل شيء كان لرسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - من كراهية، وعاد ذلك كله محبة لرسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، فَقَدِمْتُ على عَتَّاب بن أسيد عامل رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -.
قال ابن جريج: أخبرني بذلك من أدركت من آل أبي محذورة، على نحو مما أخبرني ابن محيريز. قال الشافعي: وأدركت إبراهيم بن عبد العزيز [بن] [1] عبد الملك [بن أبي] [2] محذورة يؤذن كما حكى ابن محيريز، وسمعته يحدث عن أبيه عن ابن محيريز، عن أبي محذورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمعنى ما حكى ابن جريج.
قال الشافعي: وسمعته يقيم فيقول: اللَّه أكبر اللَّه أكبر، أشهد أن لا إله إلا اللَّه، أشهد أن محمدًا رسول اللَّه، حي على الصلاة حي على الفلاح، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، اللَّه أكبر اللَّه أكبر، لا إله إلا اللَّه.
هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم [3]، وأبو داود [4]، والنسائي [5]، والترمذي [6].
فأما مسلم: فأخرجه عن أبي غسان: مالك بن عبد الواحد المِسْمَعي، وإسحاق بن إبراهيم، عن معاذ بن هشام الدستوائي، عن أبيه، عن عامر [1] بالأصل [عن] وهو تصحيف، والصواب ما أثبتناه. [2] سقط من الأصل والاستدراك من مطبوعة المسند. [3] مسلم (379). [4] أبو داود (500). [5] النسائي (2/ 5). [6] الترمذي (191) وقال: صحيح.