"أن [1] رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي صلاته من الليل وهي معترضة بينه وبين القبلة، راقدة على الفراش الذي يرقد عليه، حتى إذا أراد أن يوتر، أيقظها فأوترت".
وأما النسائي: فأخرجه عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد، عن شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: "كنت بين يدي رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فإذا أردت أن أقوم كرهت أن أقوم، فأمر بين يديه انسللت انسلالاً".
ولهم في هذا الحديث روايات كثيرة تركناها للاختصار.
وقد روى المزني: عن الشافعي، عن مالك، عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: "كنت أنام بين يدي رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ورجلاي في قبلته، وإذا سجد غمزني فقبضت رجلي، وإذا قام بسطتها. قالت: والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح" [2].
وروى المزني عنه أيضًا: عن عبد العزيز بن محمد بن عمر وابن علقمة، عن أبي سلمة أنها قالت: "كنت أنام معترضة في القبلة، فيصلي رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وأنا أمامه، حتى إذا أراد أن يُوتر قال: تنحي" [3].
وروى في كتاب حرملة حديث عروة، عن عائشة ببعض هذا المعنى، ثم استدل به أنه لا بأس بالصلاة خلف النائم الذي لم يحتشم من المصلي ولا يحتشم منه المصلي، وأن النهي عن الصلاة خلف النيام لحشمة النائم. [1] إلى هذا الموضع انتهى الحديث من رواية مسلم؛ وأظن أنه وقع سقط في الأصل فلم يعرج المصنف على ذكر رواية أبي داود. وهذا اللفظ المذكور هو لفظ أبي داود (711)، أخرجه من طريق أحمد بن يونس، عن زهير، عن هشام به فتنبه. [2] أخرجه البخاري (513) من طريق عبد اللَّه بن يوسف، عن مالك به. [3] انظر الأم مع الحاشية (1/ 170).