في الترك، والندم على الفائت.
والذي ذهب إليه الشافعي؛ قال في الأم: أنه يأتي بهذه الأذكار جميعها من أولها إلى آخرها؛ عقيب تكبيرة الإحرام في الفريضة والنافلة، لأنه قال لما ذكرها: وبهذا أقول وآمر وأحب أن يأتي بها كما روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يغادر منها شيئًا.
وأما المزني فإنه روى عنه أنه يقول "وجهت وجهي" إلى قوله "من المسلمين" وقال مالك: لا يدعو بشيء بل يكبر ثم يقرأ.
وقال أبو حنيفة: يدعو بقوله: سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك.
وبه قال الثوري، وأحمد، والأوزاعي، وإسحاق.
وروي عن أبي يوسف أنه قال: يقول معه: وجهت وجهي.
وقال الشافعي في سنن حرملة: وخالفنا بعض الناس فقال: افتتح بسبحانك اللهم وبحمدك، وذكر باقي الكلام ثم قال: وأصل ما نذهب إليه أن أول ما نبدأه بقوله وفعله؛ ما كان في كتاب اللَّه -تعالى- وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - قال: فقد روينا هذا القول عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث بعض أهل مذهبكم -قلنا له ولبعض من حضر: أحافظ من رويت عنه هذا القول، ويحتج بحديثه؟ فقال عامة من حضره: لا ليس بحافظ.
قال الشافعي: فكيف يجوز أن تُعارِضَ برواية من لا يحفظ وتقبل حديث مثله وعلى الانفراد روايةَ مَنْ يحفظُ ويُثْبِتُ حديثه؟ وإنما أراد حديث حارثة بن محمد، عن عمرة، عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الافتتاح، وحارثة بن محمد هو حارثة بن محمد بن أبي الرجال، وهو ضعيف لا يحتج بحديثه، ضعفه