وذلك أنه لما أراد أن يخبر عن قراءته في الصبح جاء بلفظ الظرف ليبين غرضه، ثم إنه لم يكن إخباره عن مطلق صلاة الصبح، إنما كان غرضه عن صلاة الصبح في السفر، فجاء بلفظ السفر أيضًا تخصيصًا لحالة السفر، ثم لما كان صلاة الصبح أكثر من ركعة وقد قال: "بالعشر الأولى" فأجمل؛ احتاج أن يبين كيفية قراءته فقال: في كل ركعة.
فبان لك أن كل واحد من هذه اللفظات الثلاث مخصصة لما قبلها.
وأراد بالعشر الأول سورة الحجرات، وقد تقدم بيان ذلك.
وفي رواية الموطأ زيادة أفادت حكمًا، وهي قوله: "بأم القرآن وسورة" فبين أن السورة التي كان يقرؤها في كل ركعة؛ إنما هي سوى أم القرآن.
وقد احتج المزني عن الشافعي: عن سفيان، عن عثمان بن أبي سليمان قال: سمعت عراك بن مالك يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قدمت المدينة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر، ورجل من غفار يؤم الناس، فسمعته يقرأ في صلاة الصبح في الركعة الأولى بسورة "مريم" وفي الثانية بـ "ويل للمطففين".
وكان عندنا رجل له مكيالان يأخذ بأحدهما ويعطي بالآخر، فقلت: ويل لفلان.
وأخبرنا الشافعي: أخبرنا مالك، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ بالطور في المغرب".
هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه الجماعة إلا الترمذي.