طالب -رضي الله عنه- وقد عقص شعره في قفاه حله وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ذلك كفل الشيطان" [1] أي معقده. والذي ذهب إليه الشافعي: أن الواجب على المصلي أن يسجد على جبهته، وأما الأنف فعنده مستحب.
وبه قال أبو حنيفة وصاحباه، والثوري، ومالك.
وقال الأوزاعي، وإسحاق، وأحمد في إحدى الروايتين عنه:
يجب السجود عليهما.
وقال أبو حنيفة: إن سجد على أنفه دون جبهته أجزأه.
وقال أبو يوسف ومحمد: إنما يجزئه السجود على الأنف إذا كان بالجبهة علة.
وأما باقي الأعضاء: وهي اليدان، والركبتان، والرجلان، فيها للشافعي قولان:-
أحدهما: أنه واجب، وبه قال أحمد، وإسحاق.
والثاني: ليس بواجب، وبه قال أبو حنيفة، وأكثر الفقهاء ولكنه مستحب.
وأخبرنا الشافعي: أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: أخبرني يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن عامر بن سعد، عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: وإذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب: وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه". [1] أخرجه أبو داود (646)، والترمذي (384) بنحوه، وقال الترمذي: حسن.
وله طرق وشواهد انظرها في نصب الراية (2/ 93).