الدليل الثاني: عن نافع عن ابن عمر أن ابنة أخٍ لصفية بنت أبي عُبيدٍ نفست بالمزدلفة، فتخلَّفت هي وصفيَّة حتى أتتا منى بعد أن غربت
الشمس من يوم النحر، فأمرهما عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما: أن ترميا الجمرة حين أتتا، ولم يرَ عليهما شيئاً)) [2].
وهذا وإن كان في رمي جمرة العقبة؛ فإن رمي جمرة العقبة وقت الرمي فيه أوسع من وقت الرمي في أيام التشريق، فالرمي فيها بالليل من باب أولى [3].
الدليل الثالث: حديث ابن عمر رضي اللَّه عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((رخَّص للرعاء أن يرموا بالليل)) [4]. الدليل الرابع: اليوم وقت للرمي، والليل يتبعه في ذلك كليلة النحر تجعل تبعاً ليوم عرفة في حكم الوقوف.
الدليل الخامس: تأمل الواقع، والمشاهدة يدلان على أن الوقت من زوال الشمس إلى الغروب لا يكفي لرمي الأعداد الكثيرة من الحجاج.
الدليل السادس: الرمي في الليل جائز؛ لأنه فعل من أفعال الحج، [1] انظر: فتح الباري، 3/ 369، وانظر ما تقدم في رمي جمرة العقبة. [2] موطأ الإمام مالك، 1/ 409، وتقدم في رمي جمرة العقبة: أن إسناده صحيح. [3] تبصير الناسك بأحكام المناسك، للعلامة عبد المحسن العباد، ص 158. [4] البيهقي، 5/ 151، وقد ذكر له العلامة الألباني رحمه اللَّه طرقاً وشواهد في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 5/ 622 - 624، ثم قال: ((فالحديث بمجموع هذه الطريق والتي قبلها حسن عندي، ولا سيما وقد قال الحافظ في التلخيص، 2/ 263 في حديث ابن عمر: ((رواه البزار بإسناد حسن، والحاكم، والبيهقي)).
نام کتاب : مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 546