نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 134
الكفار سيئاتهم صاروا في معنى من حمل أثم الفريقين لكونهم حملوا الاثم الباقي وهو أثمهم)) [1].
ووجه الحافظ إبن حجر الحديث بقوله: ((ويحتمل ان المراد آثاماً كانت الكفار سبباً فيها بان سنوها فلما غفرت سيئات المؤمنين بقيت سيئات الذي سن تلك السنة السيئة باقية لكون الكافر لا يغفر له فيكون الوضع كفاية عن ابقاء الذنب الذي لحق الكافر بما سنه من عمل السيء، ووضعه عن المؤمن الذي فعله بما منّ الله به عليه من العفو والشفاعة سواء كان ذلك قبل دخول النار أو بعد دخولها والخروج منها بالشفاعة، وهذا الثاني اقوى والله اعلم)) [2].
ومن خلال توجيه الحافظ العسقلاني للحديث لا نرى تعارضاً بين الحديث وبين قوله تعالى ((ولا تزر وازرة وزر اخرى)) [3].
فالإنسان يوم القيامة قد يحمل آثامه وآثام غيره، يقول تعالى: ((وليحملنّ اثقالهم واثقالاً مع اثقالهم ... )) [4]، ويقول: ((ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة، ومن اوزر الذين يضلونهم بغير علم ([5]) " يقول إبن كثير:"إنّ الدعاة عليهم إثم ضلاتهم في انفسهم وإثم آخر بسبب ما اضلوا مَنْ اضلوا من غير ان ينقص من اوزار اولئك ولا يحمل عنهم شيئاً وهذا من عدل الله ورحمته بعباده)) [6].
فلما كان اليهود والنصارى هم دعاة الضلالة ودعاة الفساد فانهم يحملون إثمين: إثم فسادهم، وإثم إفسادهم والأمة المحمدية أمة مرحومة فإنها أما قد غفر لها في الدنيا بالفتن والزلازل والقتل، وأما أن تدخل الجنة بالشفاعة.
نص آخر:-
جاء في حديث أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، انه قال:-
((أتاني جبريل فبشرني انه من مات من امتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة فقلت [7]: وان زنى وان سرق؟ فقال: وان زنى وان سرق)) [8]. [1] شرح مسلم 17/ 85. [2] فتح الباري 11/ 485. [3] الأسراء / 15. [4] العنكبوت/13. [5] النحل /25. [6] تفسير القرآن العظيم 3/ 28. [7] القائل هو أبو ذر. [8] انظر تخريجه برقم (106).
نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 134