نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 28
وعلى هذا التقدير تصير الاية دالة على اثبات الشفاعة في حق الفساق}. (1)
ومنها قوله تعالى: ((وما نرى من شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء ... )). [2] وقوله عز وجل: ((فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا انفسهم ... )) [3].
وقوله ((فما لنا من شافعين)). [4] فهؤلاء لا شفاعة لهم، ولا ينفعهم شفيع لانهم ليسوا من اهل العهد. (5)
فهم مشركون بالله، يقول تعالى ((ولم يكن لهم من شركائهم من شفعاء ... )). [6] ويقول تعالى ((ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل اولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون)). [7] فالشفاعة كلها بيد الله تعالى والامر كله بيده، وليس لشركائهم من الامر شيئاً. يقول تعالى ((أن يردني الرحمن بضرٍ لا تغني عني شفاعتهم شيئاً)). [8] فالكافر، الظالم لنفسه ليس له حميم ولا شفيع: يقول الله تعالى ((ما الظالمين من حميم ولا شفيع يطاع)). [9] فالكافر لا يشفع له أحد مهما علتْ رتبته ورقى منزله، سوى النبي - صلى الله عليه وسلم - لمّا شفع لعمه أبي طالب وهي خاصية من خصائصه. [10] فالكفار ((فما تنفعهم شفاعة الشافعين)) [11]. يقول الزمخشري: ((أي لو شفع لهم الشافعون جميعاً من الملائكة والنبيين وغيرهم لم تنفعهم شفاعتهم لان الشفاعة لمن ارتضاه الله وهم مسخوط عليهم، وفيه دليل على انّ الشفاعة تنفع يومئذ ... )). [12] واحتج الرازي بالاية على ثبوت الشفاعة للفساق فقال: ((واحتج اصحإبنا على ثبوت الشفاعة للفساق بمدلول هذه الاية وقالوا: أن تخصيص هؤلاء بانهم لا تنفعهم شفاعة الشافعين يدل على انّ غيرهم تنفعهم شفاعة الشافعين)). (13)
(1) التفسير الكبير، 6/ 207. [2] الانعام /94. [3] الاعراف/53. [4] الشعراء/100.
(5) انظر صفحة 37 من بحثنا هذا. [6] الروم /13. [7] الزمر/43. [8] يس/23. [9] غافر/18. [10] انظر صفحة 76 من بحثنا. [11] المدثر /14. [12] الكشاف 4/ 655.
(13) التفسير الكبير 3/ 211.
نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 28