responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 31
الجنة أورثتموها بما كُنتم تعملون)) [1] , وفي المقابل فإن العمل بذاتهِ لا يُدخل الجنة يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((سددوا وقاربوا وابشروا فانّه لن يُدخل احد الجنة عملُهُ, قالوا:- ولا انت يا رسول الله؟ قال: ولا انا الا يتغمدُني الله برحمتِهِ)) [2] فكيف التوفيق بين النصوص؟
أقول: إنّ العمل له مفهومان:-مفهوم الاداء ومفهوم الجزاء، فأداؤك العمل لا يدخلك الجنة أصلاً، فمهما تعمل من صالحات وطاعات، فإنّ عملك بذاته لا يبلغك الجنة، وانما يكون دليلاً على خضوعك وانقبادك لامر الله تعالى، وإنما يدخلك الله -تعالى- الجنة جزاء على عملك.
أما قوله: تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون، [3] فيقول إبن كثير - رحمة الله - ((أي اعمالكم الصالحة كانت سبباً لشمول رحمة الله إياكم. فانه لا يدخل احد عمله الجنة ولكن برحمة الله وفضله وانما الدرجات ينال تفاوتها بحسب الأعمال الصالحات)). (4)
وبالإضافة إلى ما مرَّ: فإن الشفاعة في الدنيا قد حثَّ عليها الشارع، فقد اخرج البخاري من حديث أبي موسى الاشعري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إشفعوا تؤجروا ويقضى الله على لسان نبيه ما شاء)). (5)
فإنْ جازت في الدنيا في مسائل فانية ومصالح زائلة، فكيف بها في الاخرة في الخلود التام؟! ولما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يشفع لامته بدعائه أو استسقائه أو استغفاره، وما كان شفاعة منه لهم، فكذلك في عرصات يوم القيامة يشرح الله له ويفتح عليه في الدعاء والتوسل فيشفع ويُشَفَّع [6]،كما جاء في الاحاديث الصحيحة [7].
وقد أجمع المسلمون علماء وعامة على جواز الشفاعة عقلاً ونقلاً وعلى الرغبة في

[1] الأعراف /43.
[2] عن عائشة رضي الله عنها والحديث متفق عليه انظر تخريجه في المسند الجامع 20 / (17309).
[3] الاعراف /43.
(4) تفسير القرآن العظيم 4/ 137.
(5) كتاب الزكاة/1432، وانظر تخريجه كاملاً في المسند الجامع 11/ (8824).
[6] انظر جلاء العينين في محاكة الأحمدين، إبن الآلوسي ص444.
[7] انظر مبحث شفاعته - صلى الله عليه وسلم - صفحة 56 وما بعدها.
نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست