نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 566
ظلت الولايات المتحدة الداعم الرئيس للأنظمة العربية الدكتاتورية مدة ستين عاما - كما اعترف بذلك صراحة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن - فلم تكن أمريكا العدو الأول للمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الأجنبي في العالم العربي - التي شنت أمريكا عليها الحرب باسم (مكافحة الإرهاب) - بل كانت العدو الأول لشعوب العالم العربي ولكل قوى الإصلاح السياسي السلمي، حيث وقفت الولايات المتحدة مع كل الأنظمة العربية الفاسدة والمستبدة من المحيط إلى الخليج، وكان الجميع يدفع ثمن هذا الدعم الأمريكي المطلق لتلك الأنظمة، حيث تحول العالم العربي إلى سجن كبير لكل معارض سياسي، بل سجن كبير لكل الشعوب العربية خاصة بعد اتفاقية كامب ديفيد 1978م، ثم بعد حرب 1990م في الخليج العربي والتي أصبحت الولايات المتحدة بعدها القطب الأوحد في العالم، وما تبع ذلك من توقيع اتفاقية أوسلو وعقد مؤتمر مدريد بين العرب وإسرائيل، وكان من آثاره التعاون الأمني للقضاء على كل من يرفض الشرق الأوسط الجديد التي ستكون فيه إسرائيل حجر الزاوية، وجاء الرئيس الأمريكي بل كلينتون بمشروع (تجفيف منابع الأصولية) ليتحول العالم العربي كله إلى أكبر سجن في العالم من أجل تحقيق أمن إسرائيل!
وقد عبرت آنذاك عن تلك المؤامرة بمقالتي (رقص في مدريد) المنشورة في صفحة المشكاة في صحيفة الوطن سنة 1997م حيث قلت فيها (جميل جدا ومضحك أيضا رفض إحدى المجلات الأسبوعية للتكفير، فقد صار للإسلام ـ أخيرا ـ مكان في هذه المجلة، التي بدأت ماركسية حمراء، ثم تحولت ـ بالقوة ـ إلى ليبرالية صفراء تميل حيثما مالت بها الأهواء! فشرقية إن كان الهوى شرقيا، وغربية إن كان الهوى غربيا، تتعامل مع المبادئ والأفكار كما يتعامل التجار في سوق الخضار، كل يوم تعرض بضاعة جديدة، أو لسنا في بلد تجاري؟!
ولم يكن بين دين (هذه المجلة) القديم، ودينها الجديد سوى حفل مدريد، وما أدراك ما حفل مدريد!!
نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 566