نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 567
ذلك الحفل الذي أصبح كصندوق الحاوي، ما أن يخرج منه شيء غريب فيدهشك، حتى يتبعه ما هو أكثر غرابة فيصعقك، فقد انقلب بعده الماركسيون العرب إلى باركليسيين ليبراليين؟!
وتحول الاشتراكيون إلى رأسماليين!
وتحالف الديمقراطيون مع أنظمة العسكر الديكتاتوريين!
ولبس الراديكاليون أقنعة الليبراليين!
وتكلم العلمانيون باسم الدين!
ودافع أدعياء الدين عن العلمانيين!
واجتمع العرب والإسرائيليون في خندق واحد لمواجهة الأصوليين!
وخرج علينا من الإسلاميين ـ بعد مؤتمر مدريد ـ من يبرر نظرية (دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر)!
ومن يرى الإسلاميين أشد خطرا على الأمة من العلمانيين!
ومن يرى توحيد الحكم لله من فروع الشريعة، وطاعة الرؤساء من أصول الدين!
ومن يتورع عن إطلاق وصف العلمانية على العلمانيين، ولا يتحرج من إطلاق وصف الخوارج المارقين على العلماء والمصلحين!
واختلطت الأوراق، والحابل بالنابل، والأحمر بالأصفر، وصار كل يحاكي الآخر في صوته وحركاته، ويرقصون طربا، في حفلة تنكرية، في ليلة صاخبة، أمسى فيها الهلال سداسيا، فما عدنا نعرف فيها الليبرالي من الراديكالي، والإسلامي من العلماني، والعربي من الإسرائيلي في حفل كانت قرابينه وضحاياه أرض الله المباركة فلسطين، وعباد الله المؤمنين؟!
كل ذلك حدث ـ فقط ـ بعد حفل مدريد، وما أدراك ما حفل مدريد!!
ومن كان يظن أن إسرائيل ـ والغرب من ورائها ـ لا تحمل عداوة للإسلام، ولا تضمر شرا لأهله ودعاته، بكل وسيلة، بدعوى مواجهة الأصولية في الشرق الأوسط، من ظن ذلك فإنما يظن كفراً وينكر واقعاً!
نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 567