نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 571
لقد كان حدوث كل تلك الاضطرابات والاعتقالات شيئا طبيعيا في ظل وجود احتلال أجنبي فرض سيطرته على المنطقة كلها ويجب عليه إخماد كل حركات التحرر والإصلاح والقضاء على من يريد التفصي من قبضته، إلا إن من سيقوم بتلك المهمة هي الحكومات الوطنية نفسها، ولن يحتاج الاحتلال الأمريكي إلى نفي الزعماء إلى الجزر كما فعلت بريطانيا سابقا!
فلم يستطع الاحتلال الأمريكي للمنطقة - والذي توج سيطرته باحتلال أفغانستان سنة 2001م، ثم احتلال بغداد سنة 2003م وهو يرفع شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان - أن يمارس ما مارسه الاحتلال البريطاني من نفي للجزر، فأوعز لحكومات العالم العربي بالقيام بهذه المهمة، فغصت السجون مرة أخرى من الخليج العربي إلى المحيط بالسجون السرية للتعذيب والتحقيق والتي كان يشرف عليها ضباط أمريكيون!
ثم اضطرت أمريكا لفتح معتقل غوانتنامو، كما أوعزت لحكومات المنطقة بمحاصرة كل من لا يمكن سجنه، فتم محاصرة كثير من العلماء والدعاة من السفر من بلدانهم، ففرض على الشيخ الزنداني عدم السفر من اليمن، كما تم اعتقال عدد من علماء اليمن وسجنهم في أمريكا، كما تم سجن الشيخ عمر عبد الرحمن المصري في أمريكا في صفقة بين النظام المصري الساقط والحكومة الأمريكية، كما تم سجن الشيخ حامد العلي في الكويت لمدة ستة أشهر بلا حكم قضائي، وتم منع الشيخ القرضاوي وطارق السويدان من دخول بعض الدول الخليجية، وبلغ السجناء السياسيون وسجناء الرأي عشرات الآلاف في مصر والسعودية والمغرب وسوريا وتونس والجزائر وليبيا والأردن واليمن .. الخ
فلم يبق زعيم ولا عالم ولا مصلح إلا وتعرض لشيء من ذلك دون أن يدرك أكثرهم حقيقة ما يجري لهم، ومن وراءه، فقد كان بعضهم يظن أن حكومة بلده فعلا حكومة ذات سيادة، وليست دمية بيد الاحتلال الأمريكي!
فشهد العالم العربي في ظل الاحتلال الأمريكي للمنطقة منذ كامب ديفيد ثلاث موجات كبرى للاعتقالات:
الأولى بعد توقيع كامب ديفيد خاصة من سنة 1980 إلى 1990م.
نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 571